آخر تحديث :الأحد-15 سبتمبر 2024-01:32ص


الشؤون القبلية يجب أن تبتعد عن الانتماء الحزبي ؟

الإثنين - 24 يونيو 2024 - الساعة 10:56 ص

سليمان العطري
بقلم: سليمان العطري
- ارشيف الكاتب


تخلي القبيلة عن دورها الريادي كمظلة اجتماعية واللهث وراء السياسة والسياسيين وحشد الناس لتأييد هذا والخصام مع ذاك والدخول في معارك لأناقة للناس فيها ولأجمل جريمة اجتماعية وأخلاقية وجنائية ينبغي أن يحاسب عليها من قاد الناس إلى هذه المهالك... اتركوا ساحة السياسة للأفراد كل يختار حسب ميوله وأهوائه وتوجهه السياسي وابعدوا القبيلة عن هذا المستنقع
إذا ارتضت المجتمعات الإنسانية العيش بسلام ينبغي أن يكون مقياس التعايش المواطنة وليس القبيلة وان تكون الواجبات التي يؤديها المواطن تجاه وطنه والحقوق التي يتمتع بها مقابل تلك الواجبات هي أساس المواطنة الحقيقية ويفترض أن لا تكون القبيلة هي جواز العبور للوظائف والمناصب والحقوق وعلى الجميع بما في ذلك الدولة أن يصنع تحالف ضد السماسرة الذين يزجوا المجتمع في أتون حروب ومعارك ونزاعات لا يستفيد من وراءها الأهم وليس القبائل التي تكون وقود لهذه المعارك.. معركة الوعي تبدأ بإعلان َالحرب على الأجسام المشبوهة التي يتم تشكيلها باسم القبائل وان يترك أمر القبيلة في إطاره الاجتماعي المحدود للنظار والعمد والمشايخ وهم قادرين على تسيير أمور قبيلتهم في نطاق قضاياهم الاجتماعية... ومن يريد أن يدافع عن حقوقه السياسية والديمقراطية والاجتماعية عليه بالاندماج في إطار الأحزاب السياسية والمنظمات الحقوقية ومنظمات المجتمع المدني التي من خلالها يستطيع أن يقدم لمجتمعه ووطنه.. حتما لا يليق بالشباب أن يكون شعارهم وهدفهم ومبتغاهم الدوران حول فلك القبيلة حيث أن ما جرى في المحافظات الجنوبية بشكل عام وفي مناطقنا الصبيحة على وجه الخصوص
من تحشيد قبلي وصراعات مناطقية هو حالة مفتعله تم صناعته من قبل جهات سياسية بدأت ولكل مشكلة سبب واليوم ستزول تلك الحالة المفتعلة بزوال الأسباب وعلينا ان نقتنص الفرص النادرة والمستحيلة التي لا تتكرر نفسها عندما تأتي في لحظات التحول من حال الى حال و العقلاء هم من يستثمرها في لحظتها لصالح تحولهم؟ لذا على الشباب الانخراط في اوعية اجتماعية جامعة تحمل في رحمها كل المجتمع بألوان طيفه المختلف دون إقصاء او تهميش او ازدراء او افتراء.
بح اصواتنا وجفة ا قلامنا ونحن نقول بأن التحالفات المشبوهة التي يتم تكوينها وتأسيسها باسم المكونات القبلية على اساس المحاصصة ستظل واهنة لن تفيد المجتمع ولن تقدم له شيئا يذكر الا تعميق الهوة وتشتيت المشتت هذه الأجسام التي تتصارع حول المسمى اسم اي مكون يكتب او يقال في الاول لن توحد المجتمع ولن تعبر به ابدا ...لهذا قلنا يجب أن يتم التأطير والعمل المشترك بعيدا عن القبيلة وبعيدا عن المحصصات وبعيدا عن المنطقية.. يجب أن نبحث عن انتماءات سياسية او نقابية او نعمل عبر منظمات مجتمع مدني تجمع الشمل وتقدم خدمات جليلة للمجتمع عبر هذه الأجسام التي تذوب داخلها كل اطيافنا المختلفة بحيث يكون اخلاصنا وانتماءنا لفكرة تخدم مجتمعنا وليس لمسميات قبلية تعصف بوحدتنا وسلامنا المجتمعي وتجعلنا نتصارع حول اسم من يكون في الأول واسم من يأتي الثاني