آخر تحديث :الأحد-15 سبتمبر 2024-01:32ص


الشهيد البطل العميد مهيوب صالح العطري مفخرة النضال والتضحية والفداء الوطني

السبت - 22 يونيو 2024 - الساعة 02:20 ص

ابراهيم العطري
بقلم: ابراهيم العطري
- ارشيف الكاتب


يعد الشهيد البطل العميد مهيوب صالح العطري من أبرز القادة العسكريين الجنوبيين الذين سقطوا بمحافظة صعدة بعد خوض اشرس المعارك وتلقين المليشيات هزائم كبيرة.

حيث شغل الشهيد البطل العميد مهيوب صالح العطري قائد كتيبة بأحد الوية وزارة الدفاع ضمن عدد من القوات النظامية المشاركة في تطهير صعدة من المليشيات واشتهر بشراسته وشجاعته في الاستبسال والصمود وصدق العمل في ميادين القتال منذ انطلاقته الأولى.

وقد عرف الشهيد البطل العميد مهيوب صالح العطري بصدقه وإخلاصه لوطنه وشعبه وفكرته الهادفة نحو الانتصار للوطن والمواطن فكان النموذج الفريد في التعامل مع أفراده وقيادته وامتاز بالصدق والأمانة والإخلاص والتفاني في العمل الجهادي.

ويعد الشهيد البطل العميد مهيوب صالح العطري من انبل الرجال الأوفياء وواحدا من اولئك الابطال الذين كانوا السند للمواطن والوطن ممن صدقوا الله في وعده واتقنوا العمل بروح وطنية عالية إلى أن قضوا نحبهم.

ومثل استشهاد العميد مهيوب صالح العطري خسارة فادحة بحق القوات المسلحة اليمنية استشعر من خلالها قادة الدولة انسكار كبير خصوصا بصفوف الجيش والقيادة السياسية والعسكرية والأمنية عامة لما لذلك الحدث من صدمة نفسية.
فهل تعلم اخي القارئ من هو الشهيد البطل العميد مهيوب صالح العطري أنه نجل الفقيد صالح محمد عوض العطري أحد قادة الجيش الجنوبي السابق الذي كان يمثل روح الدولة في تعامله الانساني والوطني وشقيق الرائد عبده صالح العطري أحد قادة كتائب الفرقة الأولى مدرع ذو الشهرة الواسعة بكل أرجاء البلد الذي عرف بنبل الاخلاق والسلوك القويم وكان مثالا يحتذى به في احترام القيادة وتنفيذ الأوامر .

وهل تعلم اخي القارئ من هو خاله أنه الفقيد الشيخ علي محمد سالم العطري شيخ مشائخ قبيلة العطيرة الذي عرف بفارس الشعر الشعبي في بلاد الصبيحة الذي كان يمثل عمق العلاقات وصدق المشاعر والأحاسيس ويتقن التصرف في معالجة القضايا الاجتماعية بكل ربوع الوطن.
أن الشهيد البطل العميد مهيوب صالح العطري سجل اروع البطولات واجمل المواقف في مختلف الميادين وبشتى المجالات حيث كان يمثل رجل الدين والعرف والقبيلة والدهاء والسياسة.

لقد عانى الشهيد البطل العميد مهيوب صالح العطري الكثير من المشاق وذاق انواع التنكيل والتشريد ومع ذلك كان قويا شجاعا مقداما لايعرف الاستسلام ولا يجيد المراوغة إنما كان يعشق الوضوح والشفافية والنزاهة وكان ذو حضور رائع وصاحب موقف نبيل وحكمة بالغة عند اتخاذ القرارات وحسم المواقف.
كان ترقية الشهيد البطل العميد مهيوب صالح العطري تكريم لبطولاته وعرفانا لدوره الوطني الرائد في وقت مبكر من السن بعد شارك في الدفاع عن الثورة والجمهورية بمختلف جبهات القتال ثم عاد الشهيد ضمن عدد رفاقه الجنوبيين المسرحين قسرا وانطلق إلى دور العلم في مراكز السنة في دماج وعاد مرشدا دينيا لمنطقته التي اشتهرت بالجهل والتخلف فلم يلبث فيها إلا فترة وجيزة حتى إذ جعلها المنطقة السنية الأشهر بالصبيحة.

شارك الشهيد البطل العميد مهيوب صالح العطري في حل الكثير من النزاعات القبلية وأسهم في إصلاح ذات البين ونشر ثقافة الحب والتسامح والسلام والاستقرار وسن عدد من القوانيين العرفية الحسنة التي من ضمنها تنظيم الاعراس والمناسبات وتخفيض المهور وتحديد يوم واحد للعرس بدلا من ثلاث يوم وذلك تقديرا لظروف الفقراء والمعدمين وتسهيلا للشباب في حق الزواج والحفاظ على شرف القبيلة من اعمال الرذيلة.
وخلال حروب صعدة كان الشهيد البطل العميد مهيوب صالح العطري يتابع الأحداث عن بعد ولكن وبعد اقتحام دور العلم في دماج وبعد أن وجد الشهيد أن هناك عدد من شباب قبيلته عاطلون عن العمل قرر المشاركة في الدفاع عن الدين والعقيدة وانطلق إلى صنعاء بقوام كتيبة من قبائل الصبيحة فكان عنوان الانتصار للوطن والمواطن

حيث ذاع صيته في أرجاء البلاد وحمل لقب أعظم قائد جنوبي مقاتل في صفوف الجيش اليمني ضد الروافض المجوس, واستطاع أن يحرر عدد من الجبهات وحصل على المرتبة الأولى في الجهاد ،فكان أشبه بخالد بن الوليد في الكر والفر والهجوم والمباغته والصمود والتحدي.
فبالرغم من الخسائر التي تجرعتها المليشيات لم تحرص على قتله بقدر حرصها الشديد على إعادته لصفها فقد بذلت الكثير من المحاولات والترغيب وتقديم العروض المغرية من أجل استعطافه والاسفادة منه ولكن دون جدوى وبعد سنوات من الحرب وقع الشهيد ورفاقه في موامرة وخدعة لم تكن في الحسبان حيث استشهد هو ومرافقيه بقيادة الشهيد البطل حسين ناصر العطري وهما في خنادق المواجهة.

كان نبأ استشهاد العميد مهيوب صالح العطري فاجعة اهتز لها عرش قيادة الدولة وكان لذلك النبأ المولم اثره في نفسيات اولئك الوطنيون المخلصون وشهدت الجبهة انتكاسة لم تشهدها من قبل.
وما يحز في النفس أن الشهيد البطل العميد مهيوب صالح العطري لم تعتمد له الرتبة المقرة من الرئاسة آنذاك الوقت ومازال حتى اللحظة يتقاضى أطفاله راتب يقدر ب80الف ريال يمني برتبة مقدم فيما أن جميع أولاده استشهدوا لم يلتفت إليهم أحد .

فهل تعلم اخي القارئ أن القائد المناضل الفريق الركن فيصل رجب هو الوحيد من انتبه لهذا الأسرة الكريمة بعد خروجه من الأسر بعد الاطلاع على اسمه نجله الأكبر في كشوفات اللواء الخاص به وهو دون ترقية في الوقت الذي هو قد استشهد فبادر في ترقيته
وهل تعلم اخي القارئ أن اثنين آخرين من أولاده استشهدوا أيضا بعد والدهم واخيهم الأكبر وحتى اللحظة لم تعتمد لهم أي ترقيات أو مكافأة في الوقت الذي تجد الجميع يشيد بمواقف أبوهم القائد الشهيد البطل العميد مهيوب صالح العطري.

فإذا كان لم يشفع نضال الشهيد البطل العميد مهيوب صالح العطري لأولاده فماذا عن تاريخ شقيقه الشهيد عبده صالح العطري الذي سطر اروع الملاحم واخلفه في النضال أولاده بعد سجلوا اروع البطولات ومازالوا حتى اللحظة يذودون ببسالة في مختلف الجبهات ويرابطون في مختلف المواقع النضالية.
لقد كان للولد جهاد عبده صالح تاريخ ناصع ونضال مشهود سطره في مختلف الجبهات ابتدأ من جبهة محافظة مأرب وامتدادا إلى جبهة لحج بالعند والجحار ووصولا إلى جبهة كهبوب وذباب حيث قاد أحد سرايا الوية زائد واعقبه في النضال شقيقه الأكبر عبدالحكيم عبده صالح العطري الذي مازال حتى اليوم يذود بكل مواقع الشرف والبطولة ضمن قوام أحد الوية العمالقة كقائدا لاحد لسرايا بينما هو من يستحق قيادة الكتائب أو الاركانات نظرا لصموده الاسطوري واستبساله في مختلف الجبهات، ومع ذلك حتى اللحظة لم يرفع ضمن الترقيات اسوتا برفاقه الذين حصلوا على الرتب والرواتب الكبيرة والمناصب الرفيعة بالإضافة إلى نضال شقيقه الأصغر عبداللطيف عبده صالح الذي صال وجال في مختلف الجبهات ومازال حتى اليوم يرابط بجبهة حريب لجانب المشاركة بجبهة المخاء وعدد من الجبهات ضمن قوات الوية هيثم طاهر وذلك كفرد من الأفراد.

ناهيك عن دور شقيق الشهيد البطل العميد مهيوب صالح العطري الملازم عماد صالح العطري الذي شارك في حروب صعدة الستة وحرب الانقلاب الحوثي في مختلف الجبهات ابتدأ من جبهة بئر احمد والعند ومتدادا لجبهة خرز والجحار والعمري ولم يحصل على مكانته المستحقه من الترقية أو المنصب حيث تم بالرفع بعدد من المعلمين الذين لم يكن لهم حضور أو مشاركة وترقيتهم إلى رتبة نقيب ورائد بينما تم اقتصرت القيادة منح المناضلين المخلصين على رتبة ملازم فقط.

فهل آن لقيادة المجلس الرئاسي والانتقالي اعلان موعد تكريم تلك الأسرة المناضلة بحجم أسر أولئك الشهداء والجرحى والمناضلين الشرفاء والمخلصين الذين كانوا السند للدولة في مهامها ممن بذلوا أرواحهم فداء للوطن والمواطن وكانوا النموذج الفريد في العطاء والتضحية والفداء الوطني والإنساني في كل ربوع الوطن دون استثناء.

فلا نجاح للجيش دون تكريم قادته المبرزين ولا نصر للجبهات دون المكافأة لأسر أبطالها الفدائيين ولا مكان للوطن ان لم يكن هناك تقييم لدور رموزه المخلصين ولا مجد للثورة ان لم يكن هناك معلم لروادها الاوائل لتصحيح مسارها نحو البناء المؤسسي لضمان رسم شكل الدولة على وجهها الصحيح..