آخر تحديث :الأحد-15 سبتمبر 2024-01:32ص


أي تنظيم يولي الثقة على القدرات مصيره الفشل!!

الأربعاء - 12 يونيو 2024 - الساعة 08:48 م

سعيد الحسيني
بقلم: سعيد الحسيني
- ارشيف الكاتب


في تقديري بأن كافة التنظيمات (التحررية) الجنوبية التي تأسست تكوينانها ، منذ العام ألفين وسبعة وما بعده حتى يومنا الراهن ، فإن معظم قيادتها في الصفوف القيادية العليا أن لم تكن جميعها ، لديهم قصور في الوعي والفكر التنظيمي والعمل المؤسسي المنظم الذي يؤدي إلى تحقيق الأهداف في المدة الزمنية المخطط لها ..

ونتيحة لذلك أصبح كل (قائد) تنظيم أو مكون جنوبي ، يعوض مستوى النقص والقصور الذي لديه بمعيار (الثقة) ويضيع معظم وقته ويفرغ كل طاقاته ، في عملية البحث عن العناصر اللذين (يثق) بهما من بين أعضاء وعناصر (تنطيمه أو مكونه) حتى وإن كانوا من خس (البقر) التي تخمج مياه (القيادة). لا يهم فكل ما يهمه أنهم من العناصر ( الموثوق) بهما ، و يعمل على تمكينهم بتولي المفاصل القيادية في إطار ذلك التنظيم أو المكون الجنوبي ..

ولهذا لم تنتصر مكونات وتنظيمات الثورة الجنوبية التحررية على حد سواء في مسارها (السلمي) و المقاومة (المسلحة) ، لأن قاداتنا الجنوبيين ( الهمام) لا يفقهون شئ في فنون وابجديات سحر (القيادة) ولا تنطبق عليهم شروط ومواصفات ( القائد) البطل ، من حيث التأهيل والخبرة والمهارات القيادية والقدرة علي إعطاء ما نسبته (٨٠٪،) من وقته (للتخطيط) و نسبة (٢٠٪) للإشراف على التنفيذ ، ولا يقتصر الأمر على ذلك فقط إنما أيضا في القدرة على صناعة الحدث السياسي والثوري ، ولا ينتظر بأن تأتي له الظروف بحدث يركب على حدوثه صهوة القيادة ..

فهل يدركوا قياداتنا الجنوبية المغاوير بأن معيار (الثقة ) في العناصر والأعضاء الموثفيين لديهم ، لا يؤدي إلى إنتاجية عمل من قبل ذلك (الموثوق) به ، وهذا ما آخر النصر والانتصار للقضية الجنوبية المشروعة والعادلة ، واجزم قطعاً بأنه لن يتحقق النصر ، إلا إذا تم تولية (القدرات) والكفاءات من المفاصل القيادية في تلك التنظيمات والتكوينات التحررية الجنوبية.

حتى وإن كانوا ليس من الموثق بهما عند (القائد ) الجنوبي البطل ، فعليه أن يدرك بان الفكر و الوعي التنظيمي الأمثل ، يكمن في إتباع نهج العمل المؤسسي المنظم الذي (تحكمه) مبادئ الرؤية (السياسية) والقيم الوطنية والايمان المطلق بمشروعية الأهداف المراد تحقيقها في مدة زمنية قياسية ، من خلال العمل على تطبيق كافة النظم الاساسية والتشريعات التنظيمية الملزمة والاجراءات التنفيذية المنظمة للمهام والصلاحيات لكل مستوى قيادي من الأعلى إلى الأدنى في إطار البناء التنظيمي لهذا التنظيم أو ذاك ،

وعند بلوغ هذه الحالة من الفكر و الوعي التنظيمي (الناضج ) يتحتم على القائد الجنوبي ( البطل) بان لا يأخذ بمعيار (الثقة) إنما يأخذ بمعيار (الكفاءة) و القدرة في تولي المفاصل القيادية لتحقيق إنتاجية العمل ، بتزامن مع ضرورة تفعيل الدور الرقابي وتقييم الأداء لتلك الكفاءات والقدرات ، فمن ابدع في المهام الموكلة إليه يدعم ويشجع ، ومن أخفق يحاسب و يردع ، وعلى هذا الأساس سيكون تحقيق النصر للقضية الجنوبية قاب قوسين أو أدنى فدون ذلك فإن اي (تنظيم) يولي (الثقة) على (القدرات) مصيره (الفشل)!!