آخر تحديث :الأحد-15 سبتمبر 2024-01:32ص


الحلول المفقودة

الأربعاء - 12 يونيو 2024 - الساعة 05:54 م

القاضي عبدالناصر سنيد
بقلم: القاضي عبدالناصر سنيد
- ارشيف الكاتب


كما يقال بين العقل والجنان شعرة وبين الحب والكرة شعرة وقد تغنت العرب سابقا في وصف حكمة معاوية بشعرة معاوية ، فتساءلت ماهي هذه الشعرة الذي أقحمت رغما عن أنفها في كل مكان ، ماذا تعني هذه الشعرة؟ هل هي شعر عادية او هي شعرة ذكية ؟ وهل تمتلك هذه الشعرة الذكية قدرات استثنائية؟ لا اريد أن أفعل كما فعلت بني اسرائيل مع البقرة عندما سألوا عن مواصفاتها فنحن في الاخير شعب غلبان نبحث عن حل يخرجنا من هذا الورطة إلى حال افضل ، حتى لو كان هذا الحل سيأتي من بركات هكذا شعرة ، ولا نريد أن نقول كما قالت بني اسرائيل إن الشعر تشابه علينا فقلت في نفسي لماذا لا نفتش عن هذه الشعرة الذكية في رؤوس الوزراء مع أن رؤوس وزراء حكومتنا الموقرة غنية بمختلف أنواع الشعر الذي أنفقت عليه الدولة الملايين حتى يتم غسلة بأرقي مافي الارض من الصابون والشامبو وتم تصفيفه تحت إشراف خبراء راقيين في تصفيف الشعر حتى يظهر علينا الوزراء بهذا الشعر المهيب باستثناء الصلع منهم ، مع أن حال البلاد لا يسر عدو ولا صديق فإن كانت لهذه الشعرة قدرات فالنفتش عن هذه الشعرة في رؤوس الوزراء حتى نجعل من بلادنا أيقونة للعالم و نموذج يحتفى به في العلم و التطور ، لكن استدركت بأن مثل هكذا شعره هي من نوعيه نادره لا تتواجد في رؤوس الوزراء الحاليين لذلك وجهت أصابع اللوم باتجاه دولة رئيس الوزراء على هكذا اختيار ، فقد كان على دولة رئيس الوزراء اللجوء الى الدعوى إلى حملة وطنية للبحث عن الشعرة الذكية ويشمل هذا البحث بحث شامل يشمل غوص حر في شعور كل المرشحين إلى منصب وزير ليس بحثا عن القمل في رؤوس هؤلاء المرشحين إنما بحثا عن صاحب الشعرة المحظوظ حتى نصادق عليه بالأجماع ونعلنه وزيرا .
بركات هذه الشعرة الذكية كما سمعنا ليس لها حدود ، يقال بأن مثل هذه الشعرة قد تكون السبب في الخلاص من جميع ازماتنا السياسية والاقتصادية وقد تستطيع هذه الشعرة في اقناع الدولار والسعودي بالانحناء احتراما لرغبة هذا الشعب ، ولكن لازلت إلى الآن في حاله من الصدمة والذهول فلم أكن أعلم مطلقا بان كل هذا الخير كان محبوس عنا بسبب شعرة ، فتحسرنا على كل هذا الشعر المهدور حيث اننا كشعب لم نكن نبالي مطلقا بشعرنا فيجب علينا محاسبة الحلاقين على تلك العفوية في قص و إهدار كل ذلك الشعر ، ولكن في الاخير نحن شعب نبيه يستفيد ويتعلم من الأخطاء ، لذلك ادعوا دولة رئيس الوزراء العمل و بسرعة على تشكيل لجنة عليا من كبار المتخصصين في مجال الشعر تخضع جميع المرشحين لمنصب وزير لإجراء تفتيش روتيني دقيق على الشعر قبل المصادقة على التعيين حتى لا يتم على حين غفلة خداعنا أو الضحك علينا بتمرير وزير لا سمح الله يرتدي شعر مستعار أو وزير اصلع.
العقول حول العالم في حراك دائم لحل المشكلات التي تنغص حياة البشرية ، فتاتينا يوميا بأروع الاختراعات والابتكارات والحلول الفنية والهندسية في مختلف المجالات التي تخدم حياة البشرية بينما حصة العقول في بلادنا من هكذا اختراعات تكاد أن تكون صفر ، فالعقول في بلادنا أما في حالة خمول تام فهي تعمل عن طريق احداث جعجعة صحفيه عن طريق إجراء المقابلات والدورات والندوات تحت مسميات كبيرة لا نرى لها اي طحين على أرض الواقع ، أو هي في حالة استرخاء تام فهي تجلس على الكرسي الوثير للمنصب من أجل أن تركل الفقر فقط بينما العقول النيرة في بلادنا لازالت تنتقل من مكتب الى اخر في دهاليز الوزارات بحثا عن الحقوق والعلاوات.