آخر تحديث :الأحد-15 سبتمبر 2024-01:03ص


الفلسطينيون ينزفون وحكام العرب بالإدانة والاستنكار يكتفون

الإثنين - 10 يونيو 2024 - الساعة 10:37 ص

عبدالله محمد باصهي
بقلم: عبدالله محمد باصهي
- ارشيف الكاتب




شهد العالم مؤخرًا واحدة من سلسلة أبشع الجرائم الإنسانية في مخيم النصيرات بقطاع غزة، حيث سقط العديد من الشهداء والجرحى جراء #العدوان #الإسرائيلي الوحشي. هذه المجزرة الدامية ليست سوى حلقة جديدة في سلسلة طويلة من الاعتداءات التي تستهدف الشعب الفلسطيني منذ عقود، وتضع أمامنا مجددًا السؤال المحوري: أين حكام العرب من هذه الفواجع المستمرة؟ ولماذا يستمر هذا الصمت القاتل؟

في مواجهة هذه الكارثة الإنسانية، يظل موقف الحكام العرب غامضًا ومترددًا، فبينما ينهمك العالم في إصدار بيانات الإدانة والاستنكار، تبقى الأفعال الحقيقية غائبة. لقد أظهر التاريخ أن الكلمات وحدها لا تكفي لوقف آلة الحرب والعدوان، بل تحتاج إلى أفعال ملموسة وإرادة سياسية حقيقية. إن الشعوب العربية، التي تنبض قلوبها بحب #فلسطين، تتساءل باستمرار عن مدى التزام قادتها بمسؤولياتهم التاريخية تجاه القضية الفلسطينية.

التحرك الجاد ضد العدوان الإسرائيلي يتطلب خطوات تتجاوز مجرد الشجب والاستنكار. يتعين على الحكام العرب أن يوحدوا صفوفهم ويعملوا على مستوى جماعي لدعم الشعب الفلسطيني. إن الانقسامات الداخلية والخلافات السياسية تضعف الموقف العربي وتجعل الجهود المبذولة غير فعالة. الوحدة العربية هي السلاح الأقوى لمواجهة هذه التحديات، ومن دونها ستبقى الجهود مبعثرة وغير مؤثرة.

الدعم المالي والاقتصادي للشعب الفلسطيني هو أيضًا ضرورة ملحة. إن تقديم المساعدات لإعادة إعمار ما دمره العدوان ودعم البنية التحتية والحياة اليومية للفلسطينيين يمكن أن يخفف من معاناتهم ويمنحهم بعض الأمل في مستقبل أفضل. هذا الدعم يجب أن يكون مستدامًا ومستمرًا، وليس مجرد رد فعل لحظي على الكوارث.

في الساحة الدولية، يجب على الحكام العرب استخدام كل الأدوات الدبلوماسية المتاحة للضغط على إسرائيل. هذا يتضمن العمل النشط في الأمم المتحدة والمحكمة الجنائية الدولية، لضمان محاسبة المسؤولين عن جرائم الحرب. التحركات الدبلوماسية يجب أن تكون مدروسة ومنسقة، تهدف إلى بناء تحالفات قوية لدعم الحقوق الفلسطينية.

العقوبات الاقتصادية هي أداة أخرى يمكن استخدامها للضغط على إسرائيل. يمكن للحكام العرب النظر في فرض عقوبات اقتصادية وتجميد التعاون التجاري حتى يتم التوصل إلى حل عادل للقضية الفلسطينية. هذه الخطوات يمكن أن ترسل رسالة قوية وواضحة بأن العدوان لن يمر دون عواقب.

إن #مجزرة_مخيم_النصيرات يجب أن تكون نقطة تحول في طريقة تعاطي الحكام العرب مع القضية الفلسطينية. إن استمرار الصمت والتردد لن يؤدي إلا إلى المزيد من الدماء والمعاناة. لقد حان الوقت لتحمل المسؤولية التاريخية والأخلاقية، والتحرك بجدية وحزم لدعم الشعب الفلسطيني. العالم يراقب، والشعوب العربية تنتظر، والتاريخ لن يرحم من يختار الوقوف على الهامش بينما تُرتكب الفظائع. التحرك الآن ليس خيارًا، بل ضرورة ملحة لإحقاق الحق وإنهاء الظلم.