آخر تحديث :الأحد-15 سبتمبر 2024-01:32ص


إلى جنودنا البواسل انتم رسالة للمواطن في التدابير الأمنية والخدمية وايصال الرسالة الوطنية

الثلاثاء - 04 يونيو 2024 - الساعة 02:14 ص

ابراهيم العطري
بقلم: ابراهيم العطري
- ارشيف الكاتب


عدت مساء أمس الأحد بعد رحلة قصيرة قمت بها إلى العاصمة الحبيبة عدن وذلك لإجراء بعض الفحوصات الطبية.
طبعا كانت الرحلة الثانية التي أقوم بها عن طريق المواصلات العامة بعد انقطاع دام لأكثر من ثلاثه اشهر عن الرحلات بسبب تعطل سيارتي الخاصة منذ شهر رمضان المبارك وتركها بالورشة دون توفير قطع غيار ونظرا لمعاناة السفر الشاقة التي تواجه سفري مع العامة.

فكان قبلتي منذ الفجر الباكر خور العميرة وذلك للمشاركة في افتتاح مبنى الوحدة الإدارية الفرعية التي نفذتها السلطة المحلية بالمديرية ولكن لم يحالفني الحظ بسبب عدم توفر المواصلات.
وبعد أن بذلت كل طاقتي للبحث عن وسيلة نقل عامة تقلني إلى مقر الافتتاح عثرت على باص وارتحلت معه فكان الوقت متأخر جدا أجريت مكالمة هاتفية بأحد المسؤولين هناك فرد أن الحفل قد انتهى وانهم قد غادروا المكان ، وعلى الفور وجدتها فرصة لمواصلة الرحلة صوب العاصمة عدن وذلك لمراجعة الطبيب لاجراء بعض الفحوصات الطبية.

وبعد أن وصلت وأخذت قسط من الراحة النفسية وبتعاون بن العم حفظه الله توجهت إلى الطبيب المختص بسيارته الخاصة وبتوفيق الله سبحانه وتعالى أجريت الفحوصات الطبية بكل سهولة.
ولكن سرعة ما قررت العودة إلى مسقط الرأس وهنا كانت الصدمة!!!... حيث انطلقت بمعية أحد اولاد العم نحو البلاد فلم نجد فرزة رسمية فاضطرينا التوقف في أول نقطة وبعد الاستعانة بأفراد النقطة لمخاطبة المارة من السيارات بالتعاون معنا وبعد أن لبثنا ساعات في الانتظار استوقف الجندي أحد القواطر المحملة بسلل الخضار والفواكة وطلب من السواق ايصالنا إلى أحد المواقع القريبة لوجهتنا .

وبسرعة خاطفة امتطينا سقف القاطرة وأمسكنا بقوة أحد الأعمدة ونحن على خوف كبير من السقوط خصوصا وان السواق كان مسرعا" وهذه تعتبر اول رحلة بالنسبة لي بهذا المخاطرة.
وبفضل الله وصلنا لأحد النقاط وانتظرنا ساعتين على التوالي وكأن هناك توقيت محدد للانطلاق من النقاط بينما كانت المقطورات والسيارات الفارهة والدراجات النارية مثل السيل الجارف على مدار الساعتين إنما لم ياذنوا لنا ولم نعرف ماهو السبب لهذا الخوف.

في حينها كان جوالي طافي ولم اجد حيلة لطلب نجدة أو تدارس فكرة للتخلص من هذا المازق.... فقلت في نفسي الصبر جميل ولعل الله يحدث بعد ذلك أمرا" ربما اراد لنا ذلك المشقة في الرحلة لبلوغ هدف وطني وإنساني وشعور بالمسؤولية تجاه الوطن والمواطن.
وبينما وانا اسرح في التفكير إذ لفت انتباهي تصرفات الجنود بهذه النقطة بعد أن كانت تمثل النموذج في الأداء وترفض استلام اي مبالغ إذ بها اليوم تقطع كوشن للمقطورات المحملة ببعض المواد دون تفتيشها بالشكل الصحيح وفي نفس الوقت بالمزاج وليس هناك مبلغ محدد لكل مقطورة.

هذا العمل وإن كان يستخدمه البعض اضطراري لتحسين ظروف الجنود وتوفير قوت يومهم خصوصا في ظل الوضع المعيشي الحرج وانقطاع المرتبات إلا أنه أمر مقرف حين يمارسه الجنود دون رقابة صارمة ودون إجراءات أمنية مشددة لتفتيش البضائع وتحديد سعر للكوشن.
أما الاشد خطرا أن تجد من اولئك الجنود من يفشون اسرار قياداتهم العسكرية وبصورة غبية ويتعاملون بطريقة غير منظمة في عملية استلام البلاغات أو اتخاذ الاجراءت العقابية ضد المخالفين بالنقطة.

فأول خطأ يرتكبه الجندي حين يخاطب القائد باسمه وصفته وبصوت عالي والمدنيين بالنقطة يستمعون لما يدور بالإضافة كشف مكان تواجد زملائه، لجانب الخطأ الذي يرتكبه الجندي طريقة تجنيب السيارة المخالفة واسلوب المخاطبة للأشخاص المشتبهون.
كذلك من الاخطاء التي يقع فيها جنودنا البواسل صمتهم على تواجد المدنيين بالنقطة بصورة ملفته للنظر وطول انتظارهم دون التعرف عن هويتهم أو جهتهم وعدم الاسراع في اخلائهم من النقطة وهذا ضعف في التدابير الأمنية والخدمية وفشل في ايصال الرسالة الوطنية.

فهل أدرك جنودنا البواسل أنهم رسالة وتنوير وبحبهم للوطن والمواطن سيكونوا محل تقدير فليحسنوا التصرف والتدبير كل عام وانتم والوطن بخير .