آخر تحديث :الأحد-15 سبتمبر 2024-01:32ص


ميثاق الشرف.. ودور شيوخ قبائل الصبيحة في تجسيد روح المحبة والسلام

الجمعة - 31 مايو 2024 - الساعة 03:52 م

ابراهيم العطري
بقلم: ابراهيم العطري
- ارشيف الكاتب


أن الثالث والعشرين من مايو لسنة 2024م يوم تاريخي بكل المقاييس جسده أبناء الصبيحة الأبطال ليظل وعلى مر العصور ذكرى خالدة في حياة المجتمع"

الميثاق الوطني والإنساني والخدمي أتى في وقت حساس ومرحلة حساسة ودقيقة وكان لابد لذلك المشروع أن يكون لما تقتضيه المصلحة الوطنية والقبلية والسياسية.

هذا الميثاق النبيل كان حلم يراود الكثير ودعاء له كبار الشخصيات من عقلاء القبيلة المخضرمين في وقت مبكر ولكن لم يكتب له النجاح آنذاك الوقت.
ونحن في اليوم السابع من التوقيع على الميثاق القلبي بالصبيحة إذ نستشعر حجم الغبطة والسرور ونتطلع إلى مستقبل أفضل رغم كل الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد والخلافات المحتدمة هنا وهناك.

فهل يدرك شيوخ القبائل دورهم القبلي في احتواء المواقف وفض النزاعات وتجسيد روح التعاون والتكامل في المهام والواجبات ومساندة جهود السلطة المحلية والأمنية لنجاح مهامها .

هل أدرك شيوخ القبائل أن توقيع ميثاق شرف قبلي يعني التخلي عن العادات والتقاليد الضارة والعمل بروح الفريق الواحد مع كافة الجهات المعنية لما من شأنه الارتقاء بمستوى العمل الأمني والخدمي وتجسيد الروح الأخوي .

هل أدرك شيوخ القبائل أن القبيلة اليوم واحدة والبلدة واحدة بسهولها وجبالها وهضابها وان المسؤولية مشتركة في الإبحار بالسفينة نحو النجاة.

لقد كان لميثاق الشرف القبلي الصبيحي مكانة مرموقة في نفوس كل الشرفاء والمخلصين من أبناء الشعب وحصل على المباركة والتأييد القبلي والسياسي من مختلف الأطياف.

فهل استوعب شيوخ القبائل أن الميثاق يهدف للتصالح والتسامح والسلام والوحدة والانتهاء من مغبة الثأر والانتقام ورفض الأعمال المخله بنضال القبيلة.

هل أدرك شيوخ القبائل قيمة العهد الذي قطعوه على أنفسهم في عدم التستر على الخلايا النائمة والقتلة ومثيري الشغب والفوضى في أوساط المجتمع.

هل أدرك شيوخ القبائل مسولية حقن دماء الابرياء وبث روح الطمأنينة والسكينة وإصلاح ذات البين ونشر ثقافة الحب والتسامح والسلام.

هل أدرك شيوخ القبائل ان المهمة تقع اليوم على عاتق الجميع فلم يقتصر ذلك على قبيلة دون أخرى، ومن الواجب عليهم نصرة المظلوم وإغاثة الملهوف وتأمين خط السبيل وردع الظالم وإقامة العدل.

أن ميثاق الشرف القبلي الصبيحي كان منجز نوعي وفكرة هادفة ومشروع ناجح وهو بمثابة الدستور التشريعي للقضايا الاجتماعية.

وهل أدرك شيوخ القبائل أن هذا العهد والتفاهمات والاتفاقيات المبرمة بمثابة القيود أن لم تكن الخطوط الحمراء التي لايمكن تجازها أو التلاعب بها ، بل ان صمت شيوخ القبيلة نفسها وتقاعس القبائل المجاورة عن أداء مهامها وترك القضايا تتطور يوما عن اخر وتتوسع دون التفكير بوضع المعالجات الممكنة يعتبر تناقضا للميثاق القبلي المبرم التوقيع عليه بل يعد خيانة للأمانة وارتداد عن الهدف.

فلا نجاح لذلك المشروع الهادف الا بتكاتف المجتمع ووحدة الصف واخلاص النوايا ومواصلة الجهود نحو الانتصار للمنطقة والوطن والشعور بالمسؤولية الاجتماعية والقبلية والسياسية لما من شأنة الحد من انتشار الجريمة وفرض حالة من الهدوء والاستقرار.

ونجاح ذلك الهدف الوطني والإنساني والخدمي يكمن في اخلاص النيه لله ثم صدق التوكل عليه في اتخاذ التدابير اللازمة لنجاح المهمة وبذلك يتجسد روح المحبة والسلام الصادق ويتحقق للفرد التقدم والرقي في العمل الإداري والامني والخدمي.