آخر تحديث :الأحد-15 سبتمبر 2024-01:32ص


رغيف الخبز هو عنوان الحرب القادمة !

الإثنين - 20 مايو 2024 - الساعة 04:26 م

الخضر البرهمي
بقلم: الخضر البرهمي
- ارشيف الكاتب




 كِتاباتنا لم تعد مجدية وماجدوى أن نكتب في ظل واقع سوّدته أدخنة البارود ، نكتب للذكرى فقط وللسلوان في تأبين هذا الوطن التعيس الذي فقد هويته ولعلها فرصة مناسبة للتأكيد على هذا وفي مثل هذا الوقت ، الذي باتت فيه التساؤلات تطرح بشكل صارخ حول غول النكبة التي يمر بها فالضرب صار واضحاً ولم يعد من تحت الحزام !

نحن مقبلون على صراع من أجل الوجود لا محالة ، وصراع وحرب من نوع آخر ، الشعب يريد أن يأكل قطعة خبز من أجل أن يعيش ، نوجّه هذا النداء إلى من ؟ أو ننتظر حتى تستعيد الخريطة إطارها المفقود ونثق بإن هناك دولة حقيقية قبل أن نقول تعازينا ياوطن !

لقد أسهم الانقلابيون الحوثيون في تدمير الدولة والشرعية المزعومة في مضاعفة الجرح ولم يكن كذلك كل ماضيهم أمجاداً وانتصارات وعدلاً فحسب ، بل كانت في مسيرتهم نقاط مظلمة بلغت حد التناحر ، صعوبة من بعدهم بالغة ولربما أخلاقية في إستعادة الدولة التي ضاعت !

لقد أصحبنا نتقبل مايمكن أن يكون خيالاً صرفاً على أنه واقع ملموس ولم نعد ندري أين الحقيقة من الوهم ، وخاصة بعد المذلة التي يتعرض لها المواطن وعدم قدرته على شراء مايسد به رمقه من شعير الخبز الذي أصبح من رابع المستحيلات ، في بلد أضاع سياسوه حكمته الشهيرة ، بالفطرة نقول هذا نظام وستفتكر الاجيال اللاحقة إن هذا هو النظام الذي ولد على وجوههم ، فلابد أن يصدقوه ويسيروا عليه ، كالعروسة التي يكيفها عريسها ليلة الدخلة كيف ما يشاء !

 توقعت ومن مثلي كثير أن تكتب الحكومة استقالتها ، بعد إستحقار الشعب وخاصة في عدن ، فقد تعرض رغيف الخبز إلى النحافة والقص واللصق وبسعر جنوني إلى جانب عدم توفيره في بعض المخابز والحوانيت !

لاندري ماذا حدث لهذا الوطن ، وما الذي جعله يشعر بكل هذا الخوف كما نعتقد أحياناً من أن السياسة المعاصرة مؤامرة ضد قدرة الإنسان على الفهم ، لنصل في الأخير إلى إن اليمن السعيد دخل حلقة مفرقة من النهب الذي يقود إلى الفقر وديكتاتورية متعطشة للقمع  وأصبح في النهاية بلداً لا يملكه أهله !