آخر تحديث :الأحد-15 سبتمبر 2024-01:32ص


ثمار التضحيات

الجمعة - 17 مايو 2024 - الساعة 02:42 م

إبراهيم الكازمي
بقلم: إبراهيم الكازمي
- ارشيف الكاتب


أيها الوطن المنشود
لستُ أدري من أين أبدأ وماذا أقول ؟!
فقد بدأتُ أفقد ثقتي في انبعاث الروح لديك ، طالما وطفيليات البشر تمتص دمائك وتختبئُ بين جوانحك

أيها الوطن المسلوب
كم حَلِمنا بعودتك معافىً من أوجاعك وجراحك، التي تسبب بها الدخلاء والعاقين من ابناءك
ولطالما تمنينا أن نستظل بظلك ، وننعم بعطفك وحنانك، ونعيش حياة كريمة في ربوعك ، كما يعيش البشر مطمئنين في اوطانهم وبلادهم ، أم أننا سنظل نتيه كما قال أحد ابناءك ذات يوم :

ورحتُ من سفرٍ مُضنٍ إلى سفرٍ
أضنى لأن طريق الراحة التعبُ

أيها الوطن الغائب عن واقعنا والحاضر في قلوبنا وأحلامنا
هل ما نراه اليوم على ترابك من بؤسٍ وشقاء، هو ثمرة تضحياتنا وجهادنا ونضالنا طوال تلك السنين ؟!

قد امتشقنا السلاح، وأسلنا حِبر الأقلام، وصرخنا بالكلمة، وخضنا الملاحم وصنعنا البطولات
أمن أجل أن نعيش على ترابك احرارًا سعداء ؟
أم من أجل تسليم مِقوَدك لثلة من الفاسدين العُصاة القادمين من غياهب الظلام ؟!

أمن أجل أن نراك شامخًا تقود رُكب الحضارات كما كنت ؟
أم من أجل أن يُرهن مصيرك ومصيرنا المرتبط بك، لمن يسومك ويسومنا سوء العذاب ؟!

وطني الحبيب
أنت تعلم أني لستُ منحازًا أو تابعًا لأيٍّ من الكيانات التي تتغذى على دمائك، وتتاجر بقضاياك ومصيرك، وتتسابق على تمزيق ونهش جسمك المُنهك
بل أنني والله منك وإليك، وهبتُك روحي ومشاعري، وحملت سلاحي وقلمي كي اذود عنك، حتى ذهبَ جُلّ شبابي قبل أن أرى نهوضك من كبوتك

لستُ نادمًا وإن كنتُ متألمًا
وإن دار الزمان لكرَّرتُ ــ وكل الشرفاء من ابناءك ــ نفس التضحيات في سبيلك، فأنت أهلٌ للجميل والتضحيات

لكنني أسألك يا وطني الحبيب
هل سنجني يومًا من الأيام ثمرات التضحية والفداء لأجلك؟!

فاقد وطن