آخر تحديث :الأحد-15 سبتمبر 2024-01:32ص


الأول من مايو والعمال بلا رواتب

الأربعاء - 01 مايو 2024 - الساعة 02:59 م

احمد ناصر حميدان
بقلم: احمد ناصر حميدان
- ارشيف الكاتب



الأول من مايو عيد العمال، عن أي عيد نتحدث، وفي عدن مدينة العمل والعمال، مدينة ذاع صيتها بالميناء المتعثر اليوم، والمصافي الذي أصبح صهاريج لتخزين الوقود المستورد، والشركة الوطنية للملح مهملة بالكاد عمالها بوسائل يدوية قديمة، يجرفون بقايا الملح لتوفير ما يسد رمقهم، وما تبقى من عمال في مدينة العمل هم اليوم بدون رواتب، ورواتب حقيرة، بحقارة العنف ومسلسل الحروب الصراعات التي دمرت البنية التحتية، من مصانع ومعامل ومرتكزات اقتصادية ، تحولت لخرابة وخصصت للراس المال الشريك لسلطة الخراب والدمار، بعد أن تركت عنوة للنهب والسطو، ثقافة تطورت لتنال الاتحاد العام لعمال اليمن واصوله ، من مسرح ومدرسة نقابية تحولا لعشوائيات شوهت وجه المدينة الجميل، وكل ما شيده العمال بعرق جبينهم منهوب تستأثر عليه جماعات فرضها المسيطر العسكري والمهيمن السياسي، الذي لم يعد يهتم بالعمال والعمل، بقدر اهتمامه بالسيطرة على السلطة والثروة ، وفرض أمر واقع ينفذ قرارات معظمها مجحفة بحق العمال والعمل، بعد أن ضمن نقابات هشة تؤيد ما يقوم به .
العمال في عيدهم الأول من مايو، بدون رواتب، وبرواتب حقيرة ،في تحدي لمواجهة الحياة، وغلاء المعيشة، وانهيار العملة، وغياب الخدمات، وتردي الأوضاع السياسية والاقتصادية، في مواجهة سلطة لم تحترم العمل والعمال، بدليل عدم احترامها للمتقاعدين الأوائل، رواد العمل والمهنية، كوادر الدولة الوليدة، العمال والفلاحين وابنائهم ، بأصدر قرارات تعسفية وإجراءات متعنته في نقل رواتبهم للبنوك الخاصة، في تخلي واضح عن مؤسسات الدولة( البريد العام)، او بالأصح لضرب الدولة ، بهدف تصفية ما تبقى منها، لصالح الرأس المال الذي برز في فترة وجيزة، وتخلق في رحم الحرب والفوضى والتدخل الخارجي.
عن أي عيد نتحدث والعمال بدون رواتب ويفتقدون لأبسط حقوقهم، يكابدون الحياة، فاقدي الامل حيث لا دولة ولا مسؤولية، وان وجدت حكومة فهي لا حولا ولا قوة لها، من يتجرأ ان يتحدث عن العمال والعمل وأول مايو، وامرهم ليس بأيديهم، مأمورين بدعم ما تخلق من امبراطوريات مالية على حساب الناس والوطن، تسليمهم كل شيء حتى صرف رواتب العمال الحقيرة.
تضامننا مع كل العمال المضطهدين والمحرومين في حقوقهم ومستحقاتهم، مع كل عامل بلا راتب، جائع ومحتاج، وكل متقاعد يصارع القرارات المجحفة لسلطة تستهدف الدولة لتستبدلها براس المال الوليد أو الشبيه بالإقطاع، وعندما نقول إقطاع فالهدف هو تشكيل قطاعات مالية تسيطر على المال، ومن يسيطر على المال يسيطر على الاعلام، ويسيطر على السياسة، وعلى القرار والاختيار، وعلى الوطن ارض وانسان ، ونحن نسير في نفس المسار، لتصبح الدولة مجرد نفوذ مالي يحتكر كل شيء حتى لقمة العيش، ويبقى العامل النقطة الأضعف، والمتقاعد الضحية الأكثر ضعفا، وكل عام والعمال من سيئ لاسوا، والدولة في سقوط تحكمها عقلية الغلبة وإمبراطورية الاحتكارات المالية .
إن أرادوا العمال ان يحتفلوا بعيدهم، عليهم ان يتحرروا من هكذا عقلية، وينتزعون حقوقهم ورواتبهم من مخالب الفساد الإداري والمالي، السياسي والاقتصادي، ويرفضون استراتيجية تسليم أمرهم ولقمة عيشهم للإقطاع الوليد المحتكر المالي ، عليهم ان يؤسسوا دولتهم دولة العمال والفلاحين دولة المواطنة، هي الأمل الوحيد لحماية حقوقهم ومستقبل أولادهم.
احمد ناصر حميدان