آخر تحديث :الأحد-15 سبتمبر 2024-01:32ص


كسبت غزَّة الرِّهان وسقط الكيان.

السبت - 09 مارس 2024 - الساعة 05:36 م

حربي الصبيحي
بقلم: حربي الصبيحي
- ارشيف الكاتب



رغم التخاذل المخزي للأنظمة العربية وعجزها عن تحقيق موقف متقدم يحتوي ويقلل من حجم جرائم الكيان الصهيوني الهمجي في غزَّة ، وينقض شعبها المظلوم من تلك المجازر المروعة ، ويحد من ذلك الدمار الهائل الذي طال كل شيئ فيها ، وقد كانت منذ البداية بحاجةٍ إلى موقفٍ حازمٍ يدفع عنها تلك المحرقة ، وما هو حاصل عليها من إبادةٍ وتجويعٍ وتجريفٍ وتهجيرٍ ، لكن تلك الأنظمة وقفت - مع الأسف - عاجزة صاغرة لاخير فيها .

غزَّة لم تنحنِ أمام ذلك العدوان الغاشم بل واجهت وحدها ذلك المصير الدامي بالإرادة والعزيمة والثَّبات ، بعد أن فقدت الأمل بموقفٍ أخويٍ يشد أزرها ويسند ضعفها أمام عدوٍ مجرمٍ متوحِّشٍ مدعوم من قبل دول الإستكبار العالمي ، وحسبها أنَّها بينت عجز الأنظمة العربية في عدم قدرتها على تسجيل موقف مُشرِّف في زمنٍ فارقٍ ومشهودٍ .

كما أنَّها عرَّت حقيقة النِّظام العالمي المتهالك الذي يتشدق بالحريات وحقوق الإنسان وغيرها من المسميات ، ووضع لتلك المسميات منظمات وأعياد يحتفل بها سنوياً مع أنَّه يعمل عكسها ، منظمات للطفولة مع أنَّه يشجع على إبادتهم في غزَّة ، وأعياد للأمهات وهو يدعم المحتل الصهيوني في غزَّة على بقر بطونهن وإخراج أجنَّتهن من أرحامهن ، وأعياد للمرأة وهو يجيز للكيان سحل النساء الفلسطينيات إلى السجون والإعتداء على شرفهن وهتك أعراضهن ، لقدكشفت حرب غزَّة عن زيف تلك المسميات المفروغ منها ، على إنِّها مجرد ستائر يخفي النَّظام العالمي خلفها وجهه الكاذب والقبيح .

غزَّة مدينة تفرَّدت عن سواها بالثبات والصمود والصَّبر والتحدِّي ، صنعت من الدَّم النَّازف عِزَّة وكرامة ، ومن الوجع إباءً وكبرياءً ، ومن القهر شموخاً نادراً ، ومن الدَّمار والموت سجَّلت موقفاً مُشرِّفاً مذهلاً ، غزَّة معجزة القرن أراد الكيان أن يطمسها لكنها سطَّرت على صدر التاريخ ملحمةً بطوليةً رائعةً في المُقاومة والتَّضحية ، وبذلك تكون قد كسبت الرِّهان بينما سقط في مُستنقع المذلَّة والعار الكيان .