آخر تحديث :الأحد-15 سبتمبر 2024-01:03ص


آثار الحرب على التعليم في اليمن

الأربعاء - 06 مارس 2024 - الساعة 11:24 م

علوي سلمان
بقلم: علوي سلمان
- ارشيف الكاتب


قضية التعليم في اليمن قضية مجتمع ،قضية من الدرجة الأولى ،وهي حيوية وأساس يبنى عليه الإنسان من حيث تعليمه وتأهيله وتدريبه ، وقد كان للصراع الدائر في اليمن سلبياته الكثيرة وأثره البالغ في انهيار النظام التعليمي في اليمن ،كثير من التقارير الصادرة عن منظمات الامم المتحدة تحدثت عن ذلك،
ذكر تقرير صادر عن منظمة اليونيسف حول التعليم في اليمن أن نحو 500 الف طفل يمني انقطعوا عن الدراسة منذ تصعيد الصراع في مارس آذار 2015م ، ليصل عدد الأطفال غير الملتحقين بالمدارس إلى مليوني طفل ، وأن حوالي ثلاثة أرباع معلمي المدارس الحكومية لم يتلقوا رواتبهم منذ أكثر من عام بما يهدد بشكل خطير تعليم 4،5 مليون طفل يمني ،ممثلة اليونيسف في اليمن ميريتشل ريلانيو قالت ان جيلا كاملا من الأطفال في اليمن يواجهون مستقبلا مظلما بسبب محدودية خدمات التعليم أو عدم توفرها، وأضافت أن حتى الملتحقين بالمدارس لايحصلون على التعليم الجيد الذي يحتاجونه ،ووفق التقرير فإن أكثر من من 2500 مدرسة لاتعمل في اليمن ،اذ تم تدمير ثلثاها بسبب العنف ،فيما أغلقت 27% وتستخدم 7% في أغراض عسكرية أو أماكن إيواء للنازحين (3)

ويضيف تقرير حديث صادر عن منظمة اليونيسف لعام 2023م ،أن اليمن يواجه أزمة حادة في التعليم، حيث من الممكن أن يصل عدد الأطفال الذين يعانون من الاضطرابات التي تلحق تعليمهم إلى 6 ملايين طالب وطالبة، وهو ما سيكون له تبعات هائلة عليهم على المدى البعيد.
منذ بداية النزاع في مارس 2015، خلّفت الهجمات التي تعرض لها أطفال المدارس والمعلمين والبنية التحتية التعليمية آثاراً مدمرةً على النظام التعليمي في البلاد وعلى فرص الملايين من الأطفال في الحصول على التعليم.

تضرر المدارس وإغلاقها يُهددان فُرص الأطفال في الحصول على التعليم مما يجعلهم عرضة لمخاوف كبيرة تتعلق بحمايتهم.

كان للنزاع والتعطيل المستمر للعملية التعليمية في جميع أنحاء البلاد وتجزئة نظام التعليم شبه المنهار أصلاً تأثيراً بالغًا على التعلم والنمو الإدراكي والعاطفي العام والصحة العقلية لكافة الأطفال في سن الدراسة البالغ عددهم 10,6 مليون طالب وطالبة في اليمن. دُمّرت 2,916 مدرسة (واحدة على الأقل من بين كل 4 مدارس) أو تضررت جزئيًا أو تم استخدامها لأغراض غير تعليمية نتيجة 7 سنوات من النزاع الذي شهدته البلاد. كما يواجه الهيكل التعليمي مزيداً من العوائق تتمثل في عدم حصول أكثر من ثلثي المعلمين - ما يقرب من 172,0000 معلم ومعلمة - على رواتبهم بشكل غير منتظم منذ عام 2016 أو أنهم انقطعوا عن التدريس بحثًا عن أنشطة أخرى مدرة للدخل. واضطرت المدارس إلى إغلاق أبوابها أمام الطلاب بسبب تفشي جائحة فيروس كورونا (كوفيد - 19) خلال معظم أيام الدراسة للأعوام الدراسية ما بين 2019-2021، مما أدى إلى تعطيل العملية التعليمية لحوالي 5,8 مليون طالب، بمن فيهم 2,5 مليون فتاة.

يُشار إلى أن نحو مليوني طفل كانوا خارج العملية التعليمية قبل انتشار جائحة فيروس كورونا. ومن بين العوامل الأخرى التي تساهم في زيادة مواطن الضعف لدى الأطفال النزوح المتكرر وبُعد المدارس والمسائل التي تتعلق بالسلامة والأمن، بما في ذلك مخاطر المتفجرات، ونقص المعلمات (حيث يبلغ عدد المعلمين الذكور 80 في المائة) وعدم إمكانية الوصول إلى مرافق المياه والصرف الصحي التي تراعي الفوارق بين الجنسين. ومن مخاطر تسرب الفتيات من المدارس تعرضّهن للزواج المبكر والعنف الأسري، في حين يصبح الفتيان المنقطعين عن الدراسة أكثر عرضة للتجنيد في صفوف الجماعات المسلحة.

مع استمرار الوضع الإنساني بالتدهور، لايزال حوالي مليوني طفل يعيشون خارج المدرسة (4)