آخر تحديث :الأحد-15 سبتمبر 2024-01:32ص


دكتاتورية الرجال ضد النساء في بعض مجتمعاتنا الريفية

الجمعة - 16 فبراير 2024 - الساعة 05:12 م

علوي سلمان
بقلم: علوي سلمان
- ارشيف الكاتب


دكتاتورية الرجال ضد النساء في بعض مجتمعاتنا الريفية، أشد قسوة وظلم من الأنظمة الاستبدادية المتسلطة
الرجل في هذه المجتمعات وبحكم ذكورته مقدس، ويحسب له كل شيء من عمل على أنه منجز ومكسب تأريخي، فذهابه وايابه وتجواله وتنزهه ترتفع شوكة مؤشر عداد حساب الاعمال والمنجزات متخطية الصفر والواحد الى الاعلى، وحتى انفاس الرجل تعد بمقياس المجتمع الذكوري خطوات جبارة تضاف لرصيد الاعمال الصالحة والمهمات الصعبة،
بينما المرأة التي تلقى على كاهلها مسؤولية ضخمة وتركة عملاقة من الاعمال والالتزامات والواجبات المنزلية والاسرية والتربوية والحيوانية والزراعية مايفوق الوصف، هي أشبه بخادمة أو عبد مطبوع وعليها تنفيذ كل ذلك والا عيروها الآخرين من الرجال والنساء بالكسلة والعاجزة والنضعة التي لاتقوم باعمالها في البيت والوادي والحقل والجبل لكي تجلب الماء والحطب وترعى الماشية وتحمل على رأسها أو كتفها إلى المنزل الزرع والسدر التي تأكله الاغنام ، تشتغل من الصباح الباكر أشبه بألة أو ترست في مصنع أوتوماتيكي، وياليت تنال الرضى والاستحسان وكلمة شكر من الزوج أو المجتمع، لا لا هذا عمل الزامي تؤديه المرأة المسكينة رغما عنها، يضاف لذلك حساب وعقاب وضرب أحيانا عند بعض الرجال القساة فاقدين الاحساس ،وياليت عداد حساب الاعمال والمنجزات تدور عجلته لتتخطى الصفر، وتتجاوز الواحد، لكن يظل هذا العداد الخاص بالنساء مصفر دائما، وكأنما هذه الحالة أصبحت قدرا محتوم وكتاب نزل من السماء ينص على أن يكون الرجل بهذه المكانة العالية والرفعة والمهابة ، وتكون المرأة بهذه الوضعية والذل والرضى بالدونية وتحمل كل الاعمال الشاقة، وأكل ماتيسر من طعام ومابقي في مائدة الرجال ،رغم ان المرأة هي التي تصنع الطعام لكن الأولوية في كل شيء للرجال دون النساء،
تعمل المرأة تجد تجتهد تكد تتعب والحساب للرجل كصانع المنجزات والمكتسبات العظيمة،
تمييز واضح ومفارقة ماثلة للعيان تحصل في بعض قرى الريف وليس جميعها
ومثل هذه التصرفات الخاطئة والتمييز بين الجنسين هي مايتوجب علينا طبقة المثقفين تبيين سلبياته والعمل على تغييره ،لحتى ترقى مثل هذه المجتمعات الريفية الذكورية في تعاملها مع المرأة.

# علوي سلمان