آخر تحديث :الأحد-15 سبتمبر 2024-01:32ص


كيف يُنهي بن مبارك فساد معين

الخميس - 15 فبراير 2024 - الساعة 07:20 ص

معتز عفيف الشيخ
بقلم: معتز عفيف الشيخ
- ارشيف الكاتب


يبدو اننا على اعتاب حقبة جديدة،
حقبة ابتدأت بقدوم بن مبارك الى رئاسة الحكومة.
فمن خلال تحركاته الأولية والاجتماعات التي يجريها مع المسؤولين الحكوميين، يظهر اهتماماً كبيراً في الخدمات التي تمس المواطن بشكل مباشر.

ويتبين من خلال حديثه مع موظفة مستشفى الجمهورية، تبيَّن ان الرجل يعرف تماماً ما يقول وما يفعل وما سيفعله.
هذا الموقف لم يكن متوقعاً ويمكن أن يتسبب في تلعثم أي مسؤول آخر. ولكن، عوضاً عن إطلاق الوعود الكاذبة أو إصدار توجيهات غير عملية تظل حبيسة المكاتب، قام بن مبارك بتفصيل حقيقة الأوضاع الصعبة التي يعانيها المواطن، على رأسها المشاكل الاقتصادية والكهرباء، وعرض حلولاً رئيسية لتلك المشاكل التي تستنزف خزينة الدولة المليارات والتي بحل هذه المشاكل ستخفف بشكل تلقائي من مشاكل الموظفة وزملائها في باقي مرافق الدولة.
ولم يكن الوضوح والشفافية في حديث بن مبارك فقط الملفت للنظر، بل كان الأدب والرُقي في التعامل مع مواطن مسئول منه في صورة هي قمة التواضع ومنتهى الاحترام التي غابت عنّا طويلاً.

فهذا التصريح المفاجئ يختلف تماماً عن ما نعتاد عليه من المسؤولين اليمنيين، حيث يكسر بن مبارك قاعدة الوعود الكاذبة والتسويف. ويعلم وبشكل واضح أنه يدرك حجم المشاكل التي تواجهها الحكومة وأنه يعمل بجد لحلها.

من خلال هذه الحقبة الجديدة، يبدو أننا في مرحلة تجديد وتطور. حيث يمتلك بن مبارك أهمية خاصة كشخص، ليس فقط بسبب مواهبه وتعليمه وخبرته في مناصب الدولة، ولكن أيضاً بسبب قدرته الفائقة على التواصل السياسي والاجتماعي المحلي والدولي. ومن الواضح أن للرجل خطط مدروسة لحل مشاكل الشعب وهو عازم على حلها علمياً وعملياً.

نحن هنا لا نقدس بن مبارك، ولكن المؤشرات الأولية تشير إلى أنه يستحق منّا التفاؤل والدعم.
فالوقت ليس وقت المناكفات السياسية التي أدت إلى تدهور الوضع في البلد، بل هو وقت التكاتف والتضامن مع هذا الرجل. لانه وبالتأكيد، سيواجه ضغوطًا لدفعه إلى فخ الفساد المستشري في الحكومة، ولكن علينا أن نقف إلى جانبه ونسانده في جهوده لحل المشاكل التي يعاني منها الشعب اليمني والخروج من النفق المظلم.

ورسالتي الى الدكتور بن مبارك هي انك اليوم تحضى بتأييد صامت وتفاؤل حذر من الشعب وعليك ترجمة هذا التأييد والتفاؤل الى إنجازات ملموسة تسطر بها احرف كتابة التاريخ الحديث لليمن.