آخر تحديث :الأحد-15 سبتمبر 2024-01:32ص


غزَّة لا تالي لها .

الجمعة - 19 يناير 2024 - الساعة 10:40 ص

حربي الصبيحي
بقلم: حربي الصبيحي
- ارشيف الكاتب



غزَّة المنكوبة مأساة العصر التي غفلها العالم وتناساها أبناء جلدتها من يشتركون معها في الدِّين واللغة والتاريخ ، وتُركت لسفاحي ومجرمي بني صهيون يدمرونها ويبطشون بسكانها بكل عنجهية ووحشية كيفما يحلو لهم وعلى الطريقة التي تعجبهم ، يرتكبون فيها أفضع جرائم الإبادة الجماعية على مرأى ومسمع العالم أجمع ، وكأن الشَّعب الفلسطيني يعيش في كوكبٍ آخرٍ خالٍ من الإنسانية غير الكوكب الذي نعيش فيه .

يالدناءة وخسَّة الأنظمة العربية والإسلامية والعالمية ،  التي أغمضت أبصارها عما هو حاصل ودائر في الأراضي الفلسطينية المحتلة وغزَّة على وجه التحديد ، وما يقوم به هذا المحتل الصهيوني المتغطرس ، من جرائم مشينة لا إنسانية بحق شعبٍ أعزلٍ لا يملك من وسائل الدفاع عن النَّفس إلأَّ دمه المُراق المسفوك على تراب وطنه ، تخلت عنه الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي ومنظمات المجتمع المختلفة ، وتخاذل عنها ما يسمى بمحور المقاومة بقيادة (إيران) التي تبيع وتشتري وتستثمر في قضايا الأمة العربية لتوسيع نفوذها وبناء قدراتها في مختلف الجوانب على حساب العرب وأوطانهم ، بل حتى اللجنة الوزارية المنبثقة عن القمة العربية والإسلامية المنعقدة في الرياض هي الأخرى نامت على وسائد الخزي والعار بعد أن ردعت الحيد ولم يعُد يُسمع لها لا صدى ولا صوت، العالم بأسره من  الشِّيط إلى الشمليط ، تخلى عن مسؤوليته الأخلاقية والإنسانية ، وتُركت غزَّة وحدها  تواجة مصيرها الدامي .

وبعد مرور أكثر من مئة يومٍ من العدوان الآثم والحرب الظالمة الغاشمة التي يشنُّها العدو الإسرائيلي على غزَّة ، مستخدماً مختلف أنواع أسلحة الدمار الفتاكة ، مرتكباً فيها أبشع المجازر الجماعية اليومية ، ويمارس خلالها شتى صنوف الهتك والإذلال والتهجير والتعذيب ، يطل رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي معلناً بكل بجاحةٍ ووقاحةٍ استمرار الحرب إلى النهاية ، حتى يضمن السيطرة العسكرية والأمنية لإسرائيل من النهر إلى البحر ، ويناقش مع حقراء وزارته عن اليوم التالي للحرب في غزَّة ، التي قد دُمرت تماماً وأصبحت من جراء الحرب الظالمة عليها  مجرد كومة من الأنقاض والمقابر الجماعية  يفوح من جنباتها رائحة الدَّم والموت . 

غزَّة هي غزَّة لا تالي لها إلاَّ غزَّة روح المقاومة والبطولة والصُّمود الأسطوري ، أرض من نبت فيها وسكن عليها منذ القدم ، وستبقى ملك أبنائها سرمد مدى لأنها أرضهم الأزلية ،  لم يملكوها باتفاقية سايكس بيكو أو يحصلوا عليها بوعد بلفور ، أرض من تمتزج دمائهم بذرات رملها وتُدفن أشلائهم تحت ثراها ، وستظل القضية الفلسطينية برمتها الجرح النَّازف في جسد الأمة العربية والإسلامية ، والبركان الثَّائر المتفجر دوماً ، ولن يستقر العالم أو يستكين إلاَّ بإزالة النَّجس الصهيوني من الأرض الفلسطينية وعودتها لأصحابها الحقيقين( الشَّعب العربي الفلسطيني) .