آخر تحديث :الأحد-15 سبتمبر 2024-01:32ص


تحليل وتذوق في حب الوطن

الأربعاء - 10 يناير 2024 - الساعة 08:25 م

علوي سلمان
بقلم: علوي سلمان
- ارشيف الكاتب


تحليل وتذوق في حب الوطن


وطني وياحبي الكبير وياله من وطن 
له فوق الثريا مقعد 
سيظل هذا الحب مشعل عزة يهب الضياء وناره المتوقد 
هذه الأبيات الشعرية من قصيدة طويلة للشاعر الوطني الكبير محمد علي الصالح كانت مقررة على طلاب المرحلة الأساسية وهذا كان من الأخطاء والعيوب التي كانت تسجل  على المناهج الدراسية قصيدة شعرية مثل هذه مملوءة صور بلاغية كثيرة ومعاني عميقة لايدركها الا الادباء والبلاغيون فكيف يستطيع طلاب بمرحلة أساسيةفهمها والغوص إلى أعماق بحر اللغة الزاخر بالمعاني العميقة والتشبيهات والكنايات والمجازات وكل التحسينات أو المحسنات البديعية، وربما ان القصد كان غرس قيم الوطنية في قلوب الطلاب كان يستحسن بهذه الطريقة أختيار أبيات شعرية تحمل صور بلاغية بشكل خفيف لكي يتسنى للطلاب فهمها والتأثر بها ..

الشاعر من مواليد مديرية قعطبة محافظة الضالع يتميز شعره بالعاطفة الجياشة والمشاعر الصادقة والوطنية المخلصة ..
مثل هذا الشاعر أتشرف بذكره بل ان تحليلي لبعض أبيات من قصيدته يزيدني فخرا واعتزازا نظرا لمايحمل من وطنية وحب صادق واخلاص للوطن.. بعكس شعراء كثر يحملون اليوم أفكار متقزمة مناطقية تشم رائحة ونتن العنصرية وحب التشظي على مسافة أمتار من الرؤية البصرية لقصائدهم الشعرية 
يقول الشاعر وطني وياحبي الكبير في هذا أشارة واضحة الى ان الشاعر أراد ان يجمع كل الحب الذي يمتلكه ويختزنه في قلبه وفكره ليطلقه على وطنه بشكل كامل دون تجزيء منه أو تنقيص أو صرف جزء منه لشيء أخر  لأن الوطن بنظره يستحق حبه بشكل كامل دون ان يصرف جزء منه لغير وطنه

ياله من وطن له فوق الثريا مقعد، كلمات فيها كناية توحي لنا بمدى الرفعة والمكانة العليا للوطن في فكر وقلب الشاعر، فالوطن بنظره يستحق أكثر من ان يحجز له بقعة أو تسمى له قطعة جغرافية من الأرض على ظهر الثرى انه يستحق ان يكون له مكان ومقعد فوق الثريا على سطح القمر أو في كوكب أرفع مكانا ومنزلة من الأرض وترابها وكل هذا صور مبالغة تحمل دلالة الحب والمنزلة الرفيعة للوطن في فكر الشاعر ووجدانه ومشاعره ..
سيظل هذا الحب مشعل عزة يهب الضياء وناره المتوقد 
بمعنى سيظل هذا الحب في نفسي لوطني دائما وأبدا مصدر فخر واعتزاز يفتح أمامي كل طرق النور والهداية والعلم والتقدم ويغلق غياهيب الظلام الدامس وكوابيس الجهل والخوف والقلق والتخلف، ولايمكن أن أشعر بالملل يوما ما وأنا أعيش داخل هذا الوطن أو يعتريني خوف من ظلام الجهل والتخلف لأن في داخلي طاقة مستعرة من الحب لهذا الوطن كلما خفت جذوته تدفق الضياء والنور ودبت الحياة والحركة والعمل  وأزدهرت الحياة المليئة بالضياء ونور العلم وأفل الظلام ومخلفاته من الجهل والتخلف والمرض. 

# علوي سلمان