آخر تحديث :الأحد-15 سبتمبر 2024-01:32ص


رحيل عام ٢٠٢٣م بما حصل فيه وولوج عام ٢٠٢٤م

الإثنين - 01 يناير 2024 - الساعة 06:51 م

علوي سلمان
بقلم: علوي سلمان
- ارشيف الكاتب


لعل أبرز الأحدث وأكثرها دموية التي حصلت في هذا العام على مستوى العالم،حدث طوفان الأقصى ماغير من الخطط والاستراتيجيات السياسية لدى دول العالم واهتز على أثرها  الوجدان الإنساني ، نتيجة الأبادة الجماعية وتشريد مئات الالاف من أبناء الشعب الفلسطيني،وقتل الالاف أيضا من الأطفال والنساء من أبناء الشعب الفلسطيني وتدمير لكل البنى التحتية من مساكن وعمران ومستشفيات ومدارس وغيرها واهلاك للحرث والنسل ،كل ذلك قام به الكيان الصهيوني الغاصب ضد شعب ومواطنين لاحول لهم ولاقوة ولاذنب سوى أنهم يسكنون قطاع غزة وإلى جوارهم مقاومة شرسة من الفصائل الفلسطينية، تزعم إسرائيل انها تريد القضاء عليها وفي الحقيقة ومايحصل على الواقع يتم قصف وهد المنازل على رؤوس ساكنيها من أطفال ونساء وشيوخ بأسلحة فتاكة ومحرمة دوليا ، تمدها بها أمبراطوريات عظمى مثل أمريكا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا ،ومن الدول العربية المطبعة جهرا وسهرا الإمارات والأردن ومصر والمغرب.
رحل عام بمافيه من أفراح وأتراح من جمائل وقبائح من سرور وأحزان من حناجر أختنقت بزغاريد الفرح وهتفت باصوات البهجة والانس وسماع قيثارة الاوتار الموسيقية وأبجديات الحب والمرح والتسلية، وأخرى اختنقت بشراحيج وغتات البكاء والألم ،فلربما ودعت أبا أو أخا أو زوجا أوصديق، أو تندب حظها السيء في الحياة وعلى أثرها ظلت تلعن ظلامية العيش والبؤس والعناء والفقر والالم.
عروسة شابة فاتنة تعتلي كرسي الزفاف ،وتنثر حولها الورود والرياحين، وترش العطور وروائح البخور وترقص الستات، مع تبادل ضحكات البهجة والسرور
وأخرى في مقتبل العمر تحمل على تابوت الموت إلى المقابر على أثر مرض سرطاني خبيث سرق شبابها وأنهك قواها.
شاب يحمل الامنيات ويعانق الاحلام الجميلة، يتخذ من طرق الوعورة والأشواك المستقبلية مسالك تمهدها له أمنياته الجميلة، وتفرشها له احلامه واحات خضراء مليئة فل وورود، علها تصل به لتحقيق احلامه ومبتغاه وغاياته السامية بسمو وصفاء ذهنيته وفكره، فينعكس كل ذلك على سيرته وسلوكه وتصرفاته ومحياه.
وٱخر يحمل الهم ويلعن الظلام ويكشر في وجه كل مقبل، ويشتاط غضبا وحنقا وعبوسا وكدرا كأنما أطبقت الجبال على صدره فهو يتنفس من ثقب إبرة  لضيق العيش أو قلة مافي اليد أو تصادمات الافكار الخيالية الافتراضية مع الواقع الحقيقي المعاش ليظهر له أكثر سوداوية وتعتيما وظلمة.
مفارقات عجيبة ومتناقضات رهيبة في هذه الحياة توحي بمدى حقارتها وزيفها وعدم صيرورتها على نهج متزن خالي من  كل هذه الالوان والاطياف والمتغيرات ،وتوحي كذلك بأن كل نقص وانتقاص وضعف وحرمان وذل وهوان وربح وخسران  وظلم وانتهاك و تجبر عند الله العدل والاحسان والغناء والعوض والقسط والميزان في يوم أعده للقضاء والفصل والاقتصاص والتسوية ورؤية كل عامل عمله وصنائعه من خير أوشر وتوفية الصابرون أجورهم من كريم منان.
فما أجمل الوعي بالتاريخ ليكون دليل العاقل ومرشده لاستشراف المستقيل بعيدا عن طمس الحقائق والوقائع والعيش في تيهان ..
عام مضى بما فيه من عجائب ومتناقضات وملفات شائكة طرحت للأيام حلها وللتاريخ حلحلة معضلها ومشكلها ولغزها، واستجد عام يحمل التنبؤ بالمستقبل من وحي الماضي وحسناته أو سيئاته، فلامستقبل بلا ماضي ولامستقبل يأتي مبتور أو معزول عن كل سابقيه 
وبنظري انا الكيس الفطن ليس من تعامى على كل مايحصل ويدور حوله أويضع خرقة من القطن على أذنيه كي لايسمع الانين والمعاناة هروبا من واقع معاش أكثر تألما، ومستجيرا بمستقبل أكثر ضبابية وابهاما في معرفة الاشياء ووضوح الفكرة ورسم الاهداف .
ان الفطن والعبقري هو من قدر على اجتياز كل تلك المصاعب وقاد سفينة الحياة متعرجا من كل الامواج المتلاطمة، ومنحنيا أمام كل العواصف البحرية، بحنكة ومهارية عالية حتى يصل الى شاطئ الامان 
ولن تأتي هذه القدرة أو الحنكة والمهارية بالصدفة أو تكون وليدة اللحظة انها عصارة وخلاصة تجارب الحياة وعجينها، لتصنع الربان الماهر الخبير مصقول الذهن والفكر الذي يجعل من الفشل نجاح ومن الألم والحزن سعادة وأفراح، ومن الظلام والبؤس نورا ينير دروب الحياة ويسليها ،
ومن الماضي العتيق المملوء تحسر وانهزامية الى حاضر ومستقبل مليء أمل وتفاؤل ورفاهية وتقدم وجدة ونجاح .

# علوي سلمان