آخر تحديث :الأحد-15 سبتمبر 2024-01:32ص


تذوق أدبي لمناظر الأنس والجمال

الإثنين - 25 ديسمبر 2023 - الساعة 07:49 م

علوي سلمان
بقلم: علوي سلمان
- ارشيف الكاتب


يجدون الشعراء في ضوء البكور، واشراقة الصباح ،واعشاش العصافير وزقزقتها،  وخضيرة الزرع  والحدائق، وتفتح الأزهار والورود، وهمس النسيم، وجداول الماء، ومدارب السيول وانسيابه في السواقي، أو سريانه على شكل شلالات  من الاماكن والمنحدرات المرتقغة،  وهطل الضباب، وظل الغيوم، وكثافة الاشجار الخضراء، بيئات خصبة ومناسبة لتدوين الشعر، وتأليف القصائد الرومانسية الحلوة، التي توصف جمال الطبيعة ومناظرها الخلابة، وملاذا أمن وحصيف لتفريغ المشاعر والأحاسيس المتدفقة من أفكار الشعراء ووجدانهم كالسيل الوارد، لايرده مرد ولايقع على مروج خضراء أو شيء جميل الا وصفه وتحدث عنه بلغة الشعراء المليئة بلاغة وفصاحة وتصوير في قمة الروعة والابداع وكلمات عذبة رقراقة.. 
وهناك في ظل  الأجواء الساحرة، يمتزج جمال وخضرة الأرض  مع فكر ومشاعر ووجدان الشعراء، ليكون المنتج من نوع فريد مصبوغ باللطافة وسجع الترانيم والجمال.. 
ومن بين هؤلاء الشعراء وأكثرهم بلاغة وأدق وصفا لجمال الطبيعة وخضرتها ولوديانها وشعابها وطيورها ونسيمها وظلها وأشجارها الشاعر الكبير عبدالله عبدالوهاب نعمان دعونا نستمتع ونتذوق بعض من جماليات لغته وكلماته العذبة وشعره المتقطر عاطفة ورقة وفصاحة وسلاسة..

أقاسم الطير في الأعشاش ضوء البكور 
   واشرب كؤوسي من الإصباح إشعاعنا 
ولف بالأنداء روحي
  وكم قد نمت في حضن الغمام 
  إنما مكانني ظمآن.. 
كم سرت في الوديان خضراء رطاب 
    قد ارتوت سقيا وذاقت شراب 
واشرب مع الويان هطل الضباب 
   وأنام في أفيائها 
إنما مكانني ظمآن

# علوي سلمان