آخر تحديث :الأحد-15 سبتمبر 2024-01:32ص


وقفات أدبية مع النشيد الوطني حلقة 1

الثلاثاء - 12 ديسمبر 2023 - الساعة 06:16 م

علوي سلمان
بقلم: علوي سلمان
- ارشيف الكاتب



كلمات الشاعر: عبدالله عبدالوهاب نعمان 
يبدأ الشاعر نشيده الوطني  بفعل أمر مخاطبا الدنيا وهذا يوحي لنا بشيئين :
الشيء الاول : استخدم الشاعر كلمة ( رددي) فعل أمر يندرج بلاغيا تحت مسمى ( المسند) الذي يحمل غرض بلاغي مفاده التخصيص والتشويق أي تخصيص الترديد لان الترديد في هذا المقام سيكون لشيء هام جدا لاترديد شيء عادي وايضا يحمل التشويق للسامع بأن ماسيتم ترديده هو بمثابة درر وطنية تبث الحماسية في النفوس وتغرس قيم الوطنية في القلوب لجيل يمني جمهوري وحدوي فريد ولاجيال متلاحقة ايضا 
الشيء الثاني :  قال الشاعر رددي ايتها الدنيا نشيدي ولم يقل رددوا أيها الناس نشيدي وهنا دلالة بلاغية متميزة كان الامر والخطاب موجه للدنيا كلها لأهمية ماسيتردد فلم يكن الترديد والنداء محصورا على الانسان فقط لكن اراد الشاعر ان تكون الفرحة عامة وترديد النشيد يكون من قبل الدنيا بمافيها  من انسان وجان  وحيوان وجماد ونبات وطير وكل مافي هذه الدنيا رددي نشيدي الوطني واهتفي بكلماتي وتغني وأرقصي فالمناسبة مناسبة فرحة وطن وقيم وطن ومبادئ وطن وعرس وطني يفرح به الجميع ويرقص له الجميع من انسان وجان وحيوان حتى الطيور على اغصان الشجر والبلابل تصدح وتغني بنشيدي  بصوتها الشجي الجميل فالمقام كبير والمناسبة عظيمة فوظني اليوم حسب له ميلاد عهد جديد وبزوغ فجر جديد يحمل في طياته الامل والتطور والرفاهية والتقدم والازدهار والسعادة لأبناء هذا الشعب جميعا ..
ولم يكتف الشاعر بأن تردد الدنيا نشيده مره مرتين ثلاث لا لا لا 
لابد من تكرار ترديد هذا النشيد وباستمرار ردديه واعيدي واعيدي  بمعنى رددي اعادته في كل وقت وحين غنيه ررديه في الحفلات في المناسبات في الاعياد الوطنية في المدارس في المعاهد في الكليات في الجامعات في المعسكرات في كل منتدياتك وافراحك وحفلاتك وكل أوقاتك ومناسباتك يايلادي السعيدة وشربي صغارك  حليب وطني نقي خالي من كل الشوائب والملل والاسقام التخلفية أو المرضية او الجهلية أو التقهقرية ليصبح هذا التشريب الوطني جزءا من تكوينهم النفسي والاجتماعي والفكري والوجداني والبنائي والعقائدي ..
واذكري في فرحتي كل شهيدي 
عندما ترددين ايتها الدنيا نشيدي يكون لزاما عليك ان تذكري من هو الاساس الذي صنع فرحة النصر تذكرين من ضحى بدمه وروحه يعيش في التراب وفي ضيق اللحود والمقابر ليعيش أبناء وطنه في فرحة ونصر وحرية وتقدم وسؤدد وتطور وبناء وأرتقاء الى معالي المجد والتحضر والرفاهية والعطاء
أذكري كل شهيد فلولا الشهيد مااحتفلتي بهذه الفرحة ولا تردد كلمات هذا النشيد الوطني ولاحصلت الاهازيج والرقص على أصوات ولحن كلمات هذا النشيد ولامتلأت الفرحة وعلت الابتسامة في كل أرجاء الوطن وابناءه الاحرار والحرائر
ومن فجر وضوء عيدك أمنحي الشهيد حلل معنوية تريحه الى قبره فلو كان موجود بيننا لمنحناه وسام النصر والبطولة والشرف ولا لبسناه ثوب العزة والرفعة والمكانة المقدسة وتاج الوطنية والشجاعة والفداء 
لكن مادام الشهيد مدفون تحت الثرى أمنحيه في يوم  عيد النصر والاحتفال بالمكاسب والمنجزات العظيمة لحري بك ياوطني منح الشهيد حلل من ضوء وفجر عيد الاستقلال وفجر الحرية 
وهنا ربط شيء حسي بشيء معنوي وهذا من شأنه يجسد المعنى ويقويه .

# علوي سلمان