تفعيل قرار كسر الحصار .

لشعور العدو الصهيوني بتغيُّر مواقف الشعوب  وامتعاضها من بشاعة الجرائم التي يرتكبها بحق المدنيين العُزَّل في قطاع غزَّة،وبسباقٍ مع الزمن ،أخذ يقدم على ارتكاب المزيد من المجازر بطرقٍ مختلفةٍ؛قصفاً،تجويعاً،حصار المشافي،تفجير رافعات المياه،قطع وسائل الاتصال، وغير ذلك من أساليب القتل ووسائل الموت ،وهو بتلك الأفعال البشعة المشينة يُريد أن يحتل المرتبة الأولى عالمياً في ارتكاب المجازر واقتراف جرائم الإبادة الجماعية منذ فجر التاريخ .

ومن أجل كبح جماح تعطُّش العدو الإسرائيلي الجنوني والهيستيري في ارتكاب المزيد من المذابح في غزَّة،ينبغي على اللجنة المشكلة من قبل القمتين العربية والإسلامية مباشرة تنفيذ القرارات التي خرجت بها القمتان،ولم يعد مقبولاً بعد قرارات القمَّة أن نسمع أو نقرأ تصريحاً أو خطاباً أو مناشدةً لأي زعيمٍ من زعماء تلك الدول أو أي مسؤولٍ فيها،لإن القرارات تتبعها الأفعال وليس الأقوال .

ما يتوجب فعله في هذه الفترة الحرجة ومواكبةً مع ما يرتكبه العدو الصهيوني في غزَّة، هو تفعيل قرار كسر الحصار الذي خرجت به القمتان العربية والإسلامية مؤخراً في الرياض،كون هذا القرار سوف يضع بلدان القمتين على خط المواجهة المباشرة مع العدو الإسرائيلي،وهذا سوف يكون بمثابة فعل رادع وقوي ربما يُذعن له المجتمع الدولي ويُعجِّل بالإسراع في توقيف الحرب،وما دون ذلك أي فعلٍ آخرٍ هراء لا منفعة فيه ولا طائل من وراه.

لا خوف من ردود فعل دول الفيتو الداعمة لإسرائيل في حربها الظالم على غزَّة،لإن دول القمتين العربية والإسلامية تمثل ثلث الدول المنضوية تحت مظلة الأمم المتحدة،وتستطيع - إذا صحَّت النوايا وتوفَّرت الإرادة - أن تمتلك حق الفيتو بطريقةٍ غير مباشرةٍ،فدول منها عندها قوَّة اقتصادية وعسكرية،ودول منها تمتلك مصادر ومنابع الثروات،ودول أُخرى تسيطر على البحار والممرات،بالإضافة إلى استغلال الصراع الدولي الراهن بين الكبار،هذه العوامل بمجملها سوف تبطل فيتو الدول الداعمة لإسرائيل،وستجعل نتنياهو يركع ويجثو صاغراً عند ضريح الشهيد ياسر عرفات (أبو عمار).

شهر وتسعة أيامٍ مضت منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزَّة،لا مجال بعد اليوم للشجب والتنديد والاستنكار،الوضع في غزَّة بلغ ذروة الخطورة من كل الجوانب،فلا مناص من تفعيل قرار كسر الحصار وبشكل فوري وعاجل .