آخر تحديث :الأحد-15 سبتمبر 2024-01:32ص


قمَّة قرار لا قمَّة شجب واستنكار.

السبت - 11 نوفمبر 2023 - الساعة 01:20 م

حربي الصبيحي
بقلم: حربي الصبيحي
- ارشيف الكاتب


لم تعد الشعوب العربية تعبأ أو تثق أو تهتم أو تتفاعل مع القمم المختلفة التي يعقدها زعماؤها  وحكامها،بل ويرونها مجرد ظواهر صوتية مفروغة المحتوى عقيمة النتائج لا منفعة منها ولا فائدة فيها،وهذا التشاؤم يرجع في الأساس إلى معرفة الشارع العربي لحجم الخلافات السياسية المترسبة في دهاليز الأنظمة الحاكمة لكل دولة على حدة،وهذا ما ينعكس  على عدم خروج القمم العربية بقرارات مصيرية ترقى إلى مستوى طموحات وتطلعات هذه الشعوب من محيطها إلى خليجها، تنتشلها من حالة الضعف والركاكة إلى مراكز القوة والعزَّة كسائر شعوب المعمورة الأُخرى، بالرغم من امتلاكها الإمكانات الذاتية والموضوعية التي تجعلها قوية وازنة مهابة لها ثقلها بين شعوب العالم .

إنَّ الخلافات السياسية العميقة والتنافر الحاد في المواقف والتوجهات، والعداوات المتجذرة  بين الأنظمة السائدة على هرم  البلدان العربية  والإرتهان  الخارجي لمعظمها قد أدَّى بالضرورة  إلى ضعفها وتخلفها، وترك الباب موارباً لقوى خارجية متربصة حاقدة طامعة للتغلغل وغرز أنيابها في الجسد العربي لتمزيقة وتشتيت عوامل قواه وقوته، بغرض أطباق السيطرة على مصادر قراره ومكامن   مقدراته،بعد أن يكون قد فقد قدرة الدفاع عن الحياض والسيادة الوطنية،وعلى هذا الأساس ينبغي على القادة والحكام العرب توحيد المصير العربي المشترك،والعمل على بقاء اللُحمة الأخوية قوية متينة لمواجهة مخاطر الأطماع الخارجية القادمة .

ما يحصل اليوم من اعتداء ظالم غاشم على سكان غزَّة العزَّل  من قبل المحتل الصهيوني الهمجي، وما يقوم به من محارق جماعية وجرائم فظيعة وحرب إبادة مع سبق الإصرار والترصُّد لا يقرها منطق ولا يقبل بها العقل البشري،لهو راجع إلى حالة الذل والهوان والقيمة الصفرية التي انحدرت إليه الشعوب العربية،والتي جعلت الصهاينة يستخفون بها إلى هذه الدرجة المخزية المزرية  .

تشرئب أعناق ملايين العرب إلى القمَّة العربية المنعقدة في  العاصمة السعودية الرياض،يحذوهم الأمل أن تكون قمَّة قرارات مصيرية حازمة حاسمة، تنقذ ما تبقى من الأبرياء في غزَّة المنكوبة،وتعيد للشعوب العربية ولو  جزء بسيط ويسير من معنوياتها المنهارة ،وتبتعد عن  مفردات المطالبة والشَّجب  والاستنكار التي دأبت عليها القمم السابقة، والتي لا تسمن ولا تغني من جوع .