آخر تحديث :الأحد-15 سبتمبر 2024-01:32ص


وجهة نظر ..فاسدون ولكن

الخميس - 09 نوفمبر 2023 - الساعة 07:27 ص

أنور الهلالي
بقلم: أنور الهلالي
- ارشيف الكاتب


 كون الدولة فاسدة وتدعم المفسدين هذا أمر ملاحظ ولا يحتاج إلى دليل، لكن الأخطر من ذلك أن يكون المجتمع نفسه عاملًا مساعدًا على انتشار الفساد وتفشيه.

 يسرق المسئول مستقبلك وحاضرك، ينهبك ويظلمك وهو مطمئن أن ذلك لن يغير حياته الاجتماعية ويؤثر عليها، فيستمر في فساده بل ويتفنن فيه.

 اليوم بكل بساطة ودون أي شعور بالخجل تجد الناس يرحبون بالفاسد، يستقبلونه ويبتسمون له ويشاركونه أفراحه أكثر مما يفعلونه معك أنت الذي تدافع عنهم.

 هذا الانفصام الحاد الأقرب إلى النفاق الاجتماعي أطال عمر الفساد والمفسدين، والخطير في الموضوع أنها ظاهرة وليست حالات فردية عادية عابرة يمكن غض النظر عنها.

عزيزي المواطن تخيل معي كيف سيكون الحال لو قاطعنا المفسدين وحاربناهم بمواقف بسيطة؟! ليست فيها مخالفات شرعية ولا قلة أدب، نجعلهم بها يشعرون أنهم أخطأوا في حقنا وحق أنفسهم وأهلهم، ولو كانوا أقرب الناس إلينا.

  الكتابة عن الهم العام جعلتنا نخسر أناسًا كانت تجمعنا بهم علاقات وصداقات ولأننا نحبهم انتقدناهم فخسرناهم بينما من دافعنا عنهم يتقربون إليهم ويمازحونهم، ويبررون أفعالهم.

 مجتمعنا له موقف إيجابي جدًا في التعامل مع المدمنين إلى درجة هجرهم وعدم تزويجهم لكنه يتساهل وبلا حدود مع الفاسد وإن بلغ فساده عنان السماء.  

 الفساد له أنواع عدة المقصود في المقال المالي والإداري والسياسي منها ولا يعني ذلك أن الأنواع الأخرى ليست مهمة، لنا معها وقفة أخرى.

أخيرًا .. 
 الأمر يحتاج إلى إعادة نظر في تعاملنا مع الفاسدين ما يجعلنا أن نقدم على فعل أقرب إلى الثورة، أسأل الله أن يصلح حالنا وحالكم وحالهم، والعفو منكم.