آخر تحديث :الأحد-15 سبتمبر 2024-01:32ص


ما زال صبر الحمير مستمراً يا"معمَّر"!!.

السبت - 14 أكتوبر 2023 - الساعة 05:14 م

حربي الصبيحي
بقلم: حربي الصبيحي
- ارشيف الكاتب


تكاد أكبادنا تتفطَّر دماً ونحن نشاهد  الاعتداء الهمجي الوحشي الغاشم ، الذي يشنَّه المحتل الصهيوني الجبان على مدينة غزَّة وشعبها الأعزل ،أطنان من قنابل الدَّمار وقذائف الموت المتنوعة يُمطر بها هذا المتعجرف الصَّلف هذه المدينة المحاصرة على مدار سبعة أيامً متتاليةٍ ، فيهدم مبانيها على رؤوس ساكنيها الآمنين من الأطفال والنِّساء وتسقط الضحايا منهم بالعشرات والمئات في اللحظة الواحدة ، دون مراعاة للشرائع السماوية والقوانين الدولية التي تُحرِّم ترويع الآمنين وتُجرِّم الاعتداء على المدنيين العُزَّل  في أوقات الحروب .

ومن المفارقات العجيبة المهينة ، أنَّه إذا ما حصل اعتداء من قبيل الصُّدفة  على طفل آو  جندي إسرائيلي واحد تقوم الدُّنيا ولا تقعد ، إذ تُقرع أجراس الكنائس  معلنةً الحرب الظالمة على شعبٍ أعزلٍ لا يملك من وسائل الدفاع عن النَّفس  غير الحجر  وأسلحة بدائية لا تفي بالغرض  ، فيأتي إليه المدد الصليبي بأشكاله المتنوعة ؛  وفود الدَّعم  النَّفسي من جهة  ومدد الدَّعم اللوجستي من جهة أخرى ، بوارج أمريكية وسفن حربية بريطانية وغربية لمؤازرة المحتل الصهيوني ، على الرغم من أنَّ هذا المحتل يملك ترسانة من الأسلحة الحديثة المتطورة وجيش قوي يحتل المرتبة العاشرة بين جيوش العالم ، وهو ليس بحاجة إلى ذلك كله لكن أجراس الكنائس التي تُقرع هي من تجمعهم وتوحد صفوفهم عند الضرورة .

وفي المقابل نجد أن أصوات مآذن بيوت الله تصدح أصواتها  عالياً وتتجاوز عنان السماء ، وعلى القرب منها شعب عربي مسلم  أعزل في غزَّة يُباد  بذمٍ باردٍ، ويُذبح المدنيون فيها ذبح الخراف من الوريد إلى الوريد ، تُبقر بطون الحوامل وتتطاير أجساد  الأطفال  إرباً وأشلاءً بطرقٍ وحشيَّةٍ مؤلمةٍ، وأصوات هذه المآذن لا تُحرِّك  الصَّمت الرَّهيب المُدلهم المذل الساكن في زوايا قصور الحكام المتخمين بالثرى والثروة الذين جعلوا من شعوبهم أمّة داجنة لا حراك فيها ، مع أنَّ تعاليم  ديننا الإسلامي الحنيف تأمرنا بنصرة المظلوم وإغاثة الملهوف ، فأين هي أمَّة الإسلام من هذه التعاليم الفضلى ؟!!.

إلى من يجعلون آلام ومتاعب ودماء الشَّعب الفلسطيني مطايا لمصالحهم الرَّخيصة ، إلى من يتشدقون بعذاب وجراح  وأرواح المدنيين العُزَّل في القدس وغزَّة والضفَّة الغربية ومختلف مدن فلسطين المحتلة ، إلى من يسمَّون أنفسهم محور المقاومة لقد حان زمن  الحصاد وأتى وقت ربط الأقوال بالأفعال ، وتالله لإن تجرأتم على فعل شيئ ينفِّس من كرب المكلومين في غزَّة لدخلتم التاريخ من أوسع أبوابه ،ولأنساقة خلفكم الشعوب عن آخرها ، ولأصبحتم محوراً للمقاومة قولاً وفعلاً وبلا منازع .

وإلى الأمَّتين العربية والإسلامية التي حنَّط مواقفها الذُّل والخوف والهلع والفزع إلى متى تصمتون هذا الصَّمت المُعيب المخزي واأسفاه، هل ماتت النَّخوة الإسلامية بين ضلوعكم؟!!وهل شيَّعتم الضمائر وقيم الرجولة إلى الأبد؟!! ...رحم الله الزَّعيم الليبي الراحل معمَّر القذافي الذي أطاح برأسه الرَّبيع "العبري" حين  شبَّه صبر العرب على جرائم المغتصب الصهيوني  بصبر الحمير ، وليته يعلم وهو في مدفنه إن صبر الحمير ما زال مُستمرَّاً إلى وقتنا الراهن ،وإن الشَّعوب العربية قد أصابها الخَرس وأصبحت بكما  لا تجرؤ حتى على "النَّهيق" ؟!!.