آخر تحديث :الأحد-15 سبتمبر 2024-01:32ص


باحشوان.. وبن لزرق

السبت - 30 سبتمبر 2023 - الساعة 09:41 ص

احمد بن شوبه
بقلم: احمد بن شوبه
- ارشيف الكاتب


استدعاء الزميل الصحفي وصاحب القلم الحرّ فتحي بن لزرق من قِبل نيابة الصحافة والمطبوعات ،كان له صدىً واسعا في أوساط الصحفيين و المنخرطين في بلاط صاحبة الجلالة، وتعاطف ودافع الكثير من النشطاء لا مع شخص الزميل فتحي بن لزرق ولكن مع مبدأ الرأي والرأي الآخر ،مع حرية الصحافة والتعبير ،مع ما يحمله قلم الزميل بن لزرق من مشاكل ونقد بناء للحالة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي تعصف بالبلاد منذ تسع سنين عجاف. 

لاشك ان أي عمل صحفي تشوبه بعض الأخطاء ،وهذا امر وارد تتعرض له كبريات صحف العالم ، لكن تظل الحقيقة والبحث عنها وإبرازها للرأي العام هي المطلب الأسمى وهي الغاية من الصحافة والصحفي حتى لا يفقدا المهنية والثقة لدى الرأي العام وهي رأس مال أي صحيفة او صحفي.

واستدعاء أي صحفي للتحقيق معه بناء على بلاغ رسمي معمول به في كل دول العالم تقريبا ،لأجل تنظيم العمل الصحفي والعمل على جعله يتسق مع متطلبات الأمن المعلوماتي لأي دولة ومن هذا المنطلق وإيمانا بتطبيق القانون وفي حالة وعي بمبدأ ان يكون الصحفي مؤمن برأيه ومستعد للدفاع عنه امام أي جهة قضائية كانت تلبية الزميل فتحي بن لزرق لهذا الاستدعاء وحضوره إلى نيابة الصحافة والمطبوعات مع جمع مؤازر من زملاء المهنة يتقدمهم الصحفي الكبير والمخضرم عيدروس باحشوان رئيس نقابة الصحفيين الجنوبيين ، ولم اندهش من حضوره ومؤازرته، رغم بعض الاختلاف في الآراء  لكنه صحفي يعلم جيدا أهمية حرية التعبير ويعلم أيضا تبعاتها ،كيف لا وقد عانى كصحفي جنوبي له قضية يدافع عنها في زمن النظام السابق ، الذي تسيد فيه الرأي الواحد فكان لسباحته ضد التيار السلطوي آنذاك تبعات ومتاعب ليس آخرها الزج به في اتون الزنازين، وربما رأى استاذنا الكبير باحشوان نفسه في شخص الزميل بن لزرق ، من حيث نقده اللاذع لحالة الركود الشاملة ورفعه راية الحقيقة أولا وآخرا ، في زمن تسيد فيه الرأي السلطوي الزائف، فتحية كبيرة للأستاذين الكبيرين عيدروس باحشوان وفتحي بن لزرق ،ونرجو ان نرى في جنوبنا الحبيب هذا الأفق الصحفي الواسع من الحرية وهو موجود ولكن يحتاج الى مزيد من الإيمان بحرية الصحافة التي تمارسها الدول الديمقراطية الحرة، وفي الأخير الهدف واحد وهو العمل على نشر الوعي وثقافة المحاسبة و ان تكون السلطة الرابعة العين التي تبرز للمواطن في أي مجتمع مكامن الخطأ للتصحيح. 

والله من وراء القصد..