آخر تحديث :الأحد-15 سبتمبر 2024-01:32ص


رسالة إلى مبخوت محافظ حضرموت

الخميس - 21 سبتمبر 2023 - الساعة 04:43 م

أنور الهلالي
بقلم: أنور الهلالي
- ارشيف الكاتب


 عينوك محافظًا لحضرموت وهذا قدرها، فحاليًا أنت موظف عام ونائب عن الحكومة في هذه المحافظة المنكوبة بأبنائها عندما يتولون أمرها، كأن الأمر قصد ودبر لها، والتاريخ يثبت تلك الحقيقة ويؤكدها.

 عودتنا أنه عندما تتعقد علينا الأمور ونطالبك بالحل، تظهر لنا بخطاب سياسي ذكي لا يخلو من صور بلاغية ومحسنات بديعية، وتبقى المشاكل على حالها، حتى الطابعة التي كنت تعمل عليها أوقفتها.

 إضافة إلى ماسبق استوى غيابك مع حضورك ولست متفردا في ذلك، فاليوم كل الأمور وبالذات السياسية منها تدار عن بعد، فماعدنا نستغرب أن يكون لدينا محافظ عن بعد، فلقد ابتلينا قبلك برئيس عن بعد ، وحكومة عن بعد، ومكونات سياسية عن بعد.

 أنا مثلك أحد أبناء هذه الأرض التي اسمها حضرموت، لكن أحلامي تختلف عن أحلامك، دخل يكفيني لآخر الشهر، وكهرباء أربع ساعات بساعتين، وماء لا ينقطع لأيام، وأسعار سلع مقبولة ومعقولة، فشتان بين حلمي وحلمك.

 أعيش على ظهر محافظة يقولون: إنها غنية، فتحتها بحيرات غاز و نفظ، وبها ميناءان ومنافد ومطاران، وخمسة صناديق دعم شعبي وشركات نفظ، وإيرادات لاحصر لها، ومع ذلك مازلت أعاني بينما الفساد في أرضي يمشي عاريا ولا يبالي.

 لست وحدي فحضرموت كلها تعاني في الساحل والوادي، إلا المقربون منك وممن ولاك ودعمك، فيا أيها الغائب عنا وإن حضرت بيننا، نريد منك حركة أكثر وفعلا أكبر، نريد واقعًا يتغير، بعيدًا عن الخطابات السياسية العاطفية ووصايا الصبر.

 الأخ المحافظ لا يخفى على مثلك أن الحضارم ضاقت عليهم أرضهم على سعتها وغناها، ومخزونهم من طلب العذر لك والصبر عليك بدأ ينفد، وأكثرهم رفع يديه إلى السماء ليشتكيك، والأمر إليك.