آخر تحديث :الأحد-15 سبتمبر 2024-01:32ص


من خلف الأسوار .. إضراب الجامعات

الإثنين - 18 سبتمبر 2023 - الساعة 12:27 ص

أنور الهلالي
بقلم: أنور الهلالي
- ارشيف الكاتب


 أعضاء هيئات التدريس والهيئات المساعدة ومنتسبو الجامعات الحكومية عدن، أبين، لحج ، شبوة أعلنوا إضرابهم المفتوح بعد أن تدرجوا في التعبير عن غضبهم وثورتهم، وكان الحل النهائي الذي لم يتمنوه لأنفسهم ولا لطلابهم، التوقف التام عن الدراسة حتى يتم الالتفات إليهم وسماع صوتهم.

 لم يطلبوا مستحيلًا كل ما هنالك أنهم أرادوا نيل حقوق أصيلة لهم لكنها سلبت منهم وضرب بينهم وبينها بأسوار، سور خلفه حقوق لهم، وسور بني على أرض بسط عليها وأخذت منهم، والمعنيون بالدفاع عن أرضهم وحقهم صامتون صمتًا غير حكيم يرفع باطلًا ويضع حقًا.

 إعلان صفوة هذه الأمة المكلومة إضرابهم يدل على أن موازين العدل اختلت اختلالا عظيمًا ولا بد من إعادة ضبط دفتها وتوجيه بوصلتها نحو الحق الذي لابد أن يسود، فلا خير في أمة لا ترفع فيها راية معلميها، فما بالك بطمس حقهم واغتصاب أرضهم.

 الأستاذ الجامعي اليوم ضاق به الحال وبلغت روحه حناجرها، ضيقت معيشته وسدت في وجهه كل سبل العيش الكريم حتى أصبح تحت خط الفقر بمراحل، ومن ولي أمره لم يكلف نفسه ليسأل عن حاله وما الذي جرى له، وما الذي دعاه ليعلن إضرابه.

 الكل يعلم أن راتب أستاذ الجامعة لايكفي لسد احتياجات أسبوع وربما أقل، لكنه يحتال عليه بالتقتير على نفسه، حتى وصل إلى حال لا يستطيع معه الصبر، فلقد استنفد كل مخزونه منه، إضراب أساتذة الجامعات الحكومية ومنتسبوها عيب أسود وعار على جبين حكام هذه الأرض.

 يا أعضاء الحكومة والرئاسة جميعكم مر من هنا، يومًا كنتم خلف أسوار هذه الجامعات وشبيهاتها، فلم العقوق! إنهم يريدون حقًا كفله لهم دستور وشرعه لهم قانون، ثم تمنعونهم إياه!

  لم ينازعوكم على آلاف الدولارات التي تستلمونها ولا ألفًا منها، كل ما هنالك أنهم يريدون استلام راتب يليق بمكانتهم ويكفل حياة كريمة لهم، وأن يستعيدوا أرضهم التي انتزعت منهم، وهذا أمر ليس بالصعب عليكم.

 ورسالة أخيرة نوجهها إلى المجلس الانتقالي الجنوبي قيادة ومؤسسات لقد بلغكم أنه تم البسط على أراضي الأكاديميين وتسويرها ممن تعلمونه وتقدرون على كبح جماحه ولجمه، وهؤلاء الأكاديميون جلهم ممن ناصركم وأيدكم ودافع عنكم وآمل أنكم ستنصرون قضية وستستعيدون وطنًا، ثم تصمتون وتخذلونهم ولا تنصرونهم هذا أمر لايليق بكم، كانوا يرونكم ملح البلد فمن يصلح الملح إذا الملح فسد!!!