آخر تحديث :الأحد-15 سبتمبر 2024-01:32ص


الحوثي في الرياض

الجمعة - 15 سبتمبر 2023 - الساعة 10:12 ص

أنور الهلالي
بقلم: أنور الهلالي
- ارشيف الكاتب


 ثمان سنوات حرب كانت عبثية بكل المقاييس وهذا الأمر يدركه أصغر طفل يمني شمالي أو جنوبي، فالسعودية تريد الوضع أن يبقى معلقًا عشر سنوات أخرى على أقل تقدير.

 وصل وفد الحوثي إلى الرياض بيده الوسيط العماني غير المحايد إطلاقًا، فالعمانيون حرصوا منذ بداية الأزمة على  تقوية الحوثي ودعمه عسكريًا وسياسيًا ولوجوستيًا.

 الرياض استقبلت الحوثي مع شقيقه العماني وجلبت لهم وفد الرئاسة اليمنية ليوقع على ما اتفقوا عليه في مسقط بعيدا عنه، والحكومة اليمنية لا تملك إلا أن توقع، أما الانتقالي فتراهن السعودية على غضبه قليلًا ثم رضاه بعد ذلك غصبًا عنه.

 السعودية تريد من الحوثي أن يبقى قويًا بشروطها هي، ويبدو أنه أذعن لذلك بعد ضغوط إمريكية وإيرانية، سيتم خلال ذلك تخفيف الضغط الاقتصادي على حكومة صنعاء بمجموعة قرارات ترفعها درجة وتضعف المناطق المحررة سبعين درجة.

 الحل السياسي النهائي سيأخذ وقته وستمده السعودية مدًا بأسلوبها المعتاد في خلق الأزمات ثم إدراتها سياسيًا، ساعدها في ذلك انتقالي وشرعية سلموا أمرهما كاملًا لها بعد أن ربطوا أنفسهم بحبالها وأمسكت أطرافها بيدها.

 الحوثي ليس قويًا لكن السعودية أرادته كذلك والدلائل على ذلك كثيرة، كان بإمكانها أن تقضي عليه أو تضعفه بسحب أدوات قوة منه هي التي منحتها إياه برضاها، على سبيل المثال إيرادات الاتصالات والمطارات وهذه بالمليارات.

 السؤال البدهي الذي يقفز في ذهن كل متابع للشأن اليمني هذا الذي يسمونه قويًا كيف لم يستطع أن يتجاوز ولو مترًا واحدًا  جبهات يافع والضالع والحديدة وكرش، التي المقاتلون في جبهاتها يعانون من خذلان سعودي لهم.

 السعودية لو كانت جادة لحسمت الحرب منذ السنة الأولى وماجرى في الحديدة أكبر دليل على ذلك، واعتذارها بالضغوط الدولية لا يقبله أي سياسي غبي أوقائد عسكري أحمق، فهي من أعطت الفرصة للتدخلات الدولية أن تظهر لتنقذ الحوثي وهذه عادتها بعد كل انتكاسة يتعرض الحوثي لها.

 الإمارات عارضت بعض تحركات السعودية لكن من طرف خفي فمصالحها معها لا تسمح لها بمعارضتها، فمهما بلغت حدة صراع المصالح بينهما إلا أن مايجمعهما أكثر مما يفرقهما.

 في الأخير لن ترحل السعودية عن الأرض اليمنية، وستستمر هذه الحرب عبثية، وكيف لها أن ترفع يدها عن أرض وثروة وموقع لم تكن تحلم يومًا أن تقع تحت يدها، لذلك ستدخلنا في سبع سنوات عجاف أخرى من بعدها سبع، مالم تحدث معجزة كبرى.