آخر تحديث :الأحد-15 سبتمبر 2024-01:32ص


من سرق الحمار ؟!

الإثنين - 04 سبتمبر 2023 - الساعة 08:21 ص

أنور الهلالي
بقلم: أنور الهلالي
- ارشيف الكاتب


  إذا رأيتم مسئولًا مدنيًا أو قائدًا عسكريًا بعد عام من توليه مهام منصبه أصبح يملك عمارة وعنده سيارة ولديه أرصدة في الصرافات والبنوك، ويسافر إلى مصر وتركيا للعلاج والسياحة، لا يحق لكم أن تقولوا: إنه فاسد!!

 لماذا ؟؟
ربما ورثها عن جده الذي مات في البرازيل، أو لعله عثر في بيته على كنز، أو قد تكون أهديت له، أو أمطرت السماء عليه ذهبًا وفضة وأنتم نائمون!!

 لم نسمع يومًا أن مسئولًا قدم للمحاكمة بتهمة الفساد وسجن، وبرغم كم الفضائح الموثقة إلا أنه لا يمكننا إثبات فساد أي مسئول كبير أو صغير أو وسط إلا بأحد طريقتين: أن نحصل على إقرار خطي منه بذلك، أو وثيقة رسمية تدل على فساده وقعها بنفسه وختمها ثم أعطانا إياها لننشرها.

 إذا بالغ أحد المسئولين في فساده لدرجة الإحراج للسلطة التي فوقه، فأقصى عقوبة يمكن أن يتعرض لها هي استبداله بفاسد آخر، على أن ينتقل وبسرعة إلى مكان بديله أو مكان قريب منه، وهكذا صار الفساد في بلادي يمشي عاريًا ولا يبالي.

 السلطة القائمة القاعدة لأجلنا شكلت أجهزة حكومية رسمية معنية بمحاربة الفساد والقضاء عليه، اسمها وحده يثير الفزع: الجهاز المركزي للمراقبة والمحاسبة وهيئة مكافحة الفساد، ومع أننا نسمع لها جعجعة ولانرى طحينًا لكن لا مشكلة، عادي جدًا.

 نصيحة مجانية لأخينا المسئول الجديد إياك أن تسرق مادون المليون، سيقبضون عليك وستسجن فانتبه وركز على مافوق المليون بكثير، حينها نضمن لك أن تبقى مسئولًا لأطول فترة ممكنة، كن ذكيًا حاذقًا اسرق واقسم.

  هناك مشكلة تستعصي على التفسير والحل وهي أن كل المسئولين في بلادي يشتكون من الفساد ويطالبون بالقضاء عليه واستئصاله من جذوره، فإن كان الوزير يشتكي والمدير يشتكي والرئيس يشتكي، فمن سرق الحمار؟!!