آخر تحديث :الأحد-15 سبتمبر 2024-01:32ص


لاتزيفوا وعي الناس!!

السبت - 02 سبتمبر 2023 - الساعة 07:04 م

صالح لجوري
بقلم: صالح لجوري
- ارشيف الكاتب


لا أطيل الحديث ساتحدث  ..
باختصار  رغم تشعب الموضوع  في اتجهات متعددة علمية وفقهيه واجتماعية ودينية، لان موضوع حديثنا هي عبارة عن رسالة نوجهه للخطاء  واصحاب المحاضرات الدعوية الذين تنقصهم الثقافة في التعامل مع العقلية المجتمعية وجمل ومفردات  القرٱن الكريم  ولا ندعي العلم و المعرفة نحن من العامة البسطاء  ولكن الاخطاءات موضوع حديثنا معروفة وواضحه ويجب عدم السكوت عنها ، 
سمعت أحد المشائخ  يلقي محاضرة في أحد الجوامع الكبيرة بيافع في منطقة الحد  يقول : أن بني اسرائيل سخروا من مريم عليها وعلى أبنها السلام . واستشهد في الايه الكريمه كيف نكلم من كان في المهد صبيا ؟! 
، وهذه الايه وكلماتها لم تكن للسخرية بل للٱستفهام؟ بتعجب!!
و لم ياتي في الانجيل ولا القرٱن الكريم ولا احاديث الرسول صلى الله عليه وسلم 
ان هذه الايه  للسخرية  شكلا ومضمونا ،

بني اسرائيل اصحاب كتاب ومريم كانت خادمة لهذا الكتاب ومن المتعبدين ، وهي من أشراف واصفياء قومها ومعروف لدى بني اسرائيل انها من أسرة متدينة
لهذا لم يسخروا منها عندما ظهر عليها الحمل .لانهم لم يروها كذلك حيث اتخذت مكانا بعيد عن أعين الناس كما اخبر القرٱن ، 
بني اسرائيل عاتبوا مريم لماء رأوه في نظرهم  ان ما جاءت به من مولود مخالف  لدينهم وعرفهم  باعتقادهم أنه آي عيسى عليه السلام جاء من الزناء من جهه ومن جهه اخرى لمكانتها ومكانة أهلها ولتطهرهم وتنزهم من الرذائل ، اسنكروا ذلك قبل ان يكلمهم  ولم يسخروا منها ،بل ادعوا هم بانفسهم بان مريم سخرت منهم عندما أشارت إلى طفلها ، وهذا كلام أبن  مسعود(( قال ابن مسعود رضي الله عنه : لما لم تكن لها حجة أشارت إليه ليكون كلامه حجة لها . وفي القصة : لما أشارت إليه غضب القوم ، وقالوا مع ما فعلت تسخرين بنا؟ . ( قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا ) أي : من هو في المهد ، وهو حجرها . وقيل: هو المهد بعينه ، و " كان " بمعنى : هو .)).

لاتزيفوا وعي الناس

بني اسرائيل استفهموا من مريم باستغراب كيف نكلم من كان في المهد صبيا

لاتزيفوا وعي الناس ولا تعلموهم الجهل بدينهم ،

لاتحرفوا الكلم عن مواضعه سموا الأشياء بمسمياتها ، قل ماشئت عن بني اسرائيل أنت مسؤول عن كلامك  ، ولكن  لاتحاول تقنعني  أن  اقبل بالخطاء .
لاتزيفوا وعي الناس البسطاء من العامة والنشء ، العالم قرية واحدة  سوف تكونوا محل للسخرية إذا استمريتم بالاصرار  على القوقعة في الجهل والتخلف   .

وإليكم ماجاء في كتب التفسير واقوال الصحابة رضوان الله عليهم والفقهاء والعلماء رحمهم الله :
  
﴿ فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ ۖ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن  كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا﴾
[ سورة مريم: 29]

: فأشارت إليه قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا

فأشارت مريم إلى مولودها عيسى ليسألوه ويكلموه، فقالوا منكرين عليها: كيف نكلم مَن لا يزال في مهده طفلا رضيعًا؟
المختصر في التفسير : شرح المعنى باختصار

فأشارت إلى ابنها عيسى عليه السلام وهو في المهد، فقال لها قومها متعجبين: كيف نكلّم صبيًّا وهو في المهد؟!
تفسير الجلالين : معنى و تأويل الآية 29

«فأشارت» لهم «إليه» أن كلموه «قالوا كيف نكلم من كان» أي وجد «في المهد صبيا.
تفسير السعدي : فأشارت إليه قالوا كيف نكلم من كان في

فأشارت لهم إليه،- أي: كلموه.وإنما أشارت لذلك، لأنها أمرت عند مخاطبة الناس لها، أن، تقول: { إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا ْ} فلما أشارت إليهم بتكليمه، تعجبوا من ذلك وقالوا: { كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا ْ} لأن ذلك لم تجر به عادة، ولا حصل من أحد في ذلك السن.

تفسير البغوي : مضمون الآية 29 من سورة مريم

( فأشارت ) مريم ( إليه ) أي : إلى عيسى عليه السلام : أن كلموه .
قال ابن مسعود رضي الله عنه : لما لم تكن لها حجة أشارت إليه ليكون كلامه حجة لها .
وفي القصة : لما أشارت إليه غضب القوم ، وقالوا مع ما فعلت تسخرين بنا؟ .
( قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا ) أي : من هو في المهد ، وهو حجرها .
وقيل: هو المهد بعينه ، و " كان " بمعنى : هو .
وقال أبو عبيدة : " كان " صلة ، أي : كيف نكلم صبيا في المهد .
وقد يجيء " كان " حشوا في الكلام لا معنى له كقوله " هل كنت إلا بشرا رسولا " ( الإسراء : 93 ) أي : هل أنا ؟قال السدي : فلما سمع عيسى كلامهم ترك الرضاع وأقبل عليهم .
وقيل: لما أشارت إليه ترك الثدي واتكأ على يساره ، وأقبل عليهم وجعل يشير بيمينه :
التفسير الوسيط : 
وهنا نجد مريم تبدأ في الدفاع عن نفسها، عن طريق وليدها فَأَشارَتْ إِلَيْهِ.
أى: فأشارت إلى ابنها عيسى، ولسان حالها يقول لهم: وجهوا كلامكم إليه فإنه سيخبركم بحقيقة الأمر.
ولكنهم لم يقتنعوا بإشارتها بل قالوا لها: كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا.
والمهد: اسم للمضطجع الذي يهيأ للصبي في رضاعه.
وهو في الأصل مصدر مهده يمهده إذا بسطه وسواه.
أى: كيف نكلم طفلا صغيرا ما زال في مهده وفي حال رضاعه.
والفعل الماضي وهو كانَ هاهنا بمعنى الفعل المضارع المقترن بالحال، كما يدل عليه سياق القصة.
فأشارت إليه قالوا كيف نكلم من كان في: تفسير ابن كثير

وقوله : { فأشارت إليه قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا } أي: إنهم لما استرابوا في أمرها واستنكروا قضيتها ، وقالوا لها ما قالوا معرضين بقذفها ورميها بالفرية ، وقد كانت يومها ذلك صائمة ، صامتة فأحالت الكلام عليه ، وأشارت لهم إلى خطابه وكلامه ، فقالوا متهكمين بها ، ظانين أنها تزدري بهم وتلعب بهم : { كيف نكلم من كان في المهد صبيا }
قال ميمون بن مهران : { فأشارت إليه } ، قالت : كلموه . فقالوا : على ما جاءت به من الداهية تأمرنا أن نكلم من كان في المهد صبيا!
وقال السدي : لما أشارت إليه غضبوا ، وقالوا : لسخريتها بنا حين تأمرنا أن نكلم هذا الصبي أشد علينا من زناها .
{ قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا } أي: من هو موجود في مهده في حال صباه وصغره ، كيف يتكلم ؟
تفسير القرطبي : معنى الآية 29 من سورة مريم

قوله تعالى : فأشارت إليه قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبياقوله تعالى : فأشارت إليه قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا التزمت مريم - عليها السلام - ما أمرت به من ترك الكلام ، ولم يرد في هذه الآية أنها نطقت ب إني نذرت للرحمن صوما وإنما ورد بأنها أشارت ، فيقوى بهذا قول من قال : إن أمرها ب ( قولي ) إنما أريد به الإشارة .
ويروى أنهم لما أشارت إلى الطفل قالوا : استخفافها بنا أشد علينا من زناها ، ثم قالوا لها على جهة التقرير كيف نكلم من كان في المهد صبيا وكان هنا ليس يراد بها الماضي ؛ لأن كل واحد قد كان في المهد صبيا ، وإنما هي في معنى هو الآن .
وقال أبو عبيدة : كان هنا لغو ؛ كما قال :[ الفرزدق ] :وجيران لنا كانوا مراماوقيل : هي بمعنى الوجود والحدوث كقوله : وإن كان ذو عسرة وقد تقدم .
وقال ابن الأنباري : لا يجوز أن يقال : زائدة وقد نصبت صبيا ولا أن يقال ( كان ) بمعنى حدث ، لأنه لو كانت بمعنى الحدوث والوقوع لاستغنى فيه عن الخبر ، تقول : كان الحر وتكتفي به .
والصحيح أن من في معنى الجزاء وكان بمعنى يكن ؛ التقدير : من يكن في المهد صبيا فكيف نكلمه ؟ ! كما تقول : كيف أعطي من كان لا يقبل عطية ؛ أي من يكن لا يقبل .
والماضي قد يذكر بمعنى المستقبل في الجزاء ؛ كقوله تعالى : تبارك الذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك جنات تجري من تحتها الأنهار أي إن يشأ يجعل .
وتقول : من كان إلي منه إحسان كان إليه مني مثله ، أي من يكن منه إلي إحسان يكن إليه مني مثله .
والمهد قيل : كان سريرا كالمهد وقيل المهد هاهنا حجر الأم .
وقيل : المعنى كيف نكلم من كان سبيله أن ينوم في المهد لصغره .


2/92023م