آخر تحديث :الأحد-15 سبتمبر 2024-01:32ص


البند السابع أرخى سدوله...إلى متى ؟!!

الخميس - 31 أغسطس 2023 - الساعة 10:00 ص

حربي الصبيحي
بقلم: حربي الصبيحي
- ارشيف الكاتب


مع إطلاق أول صفارةٍ لعاصفة حزم التَّحالُف  في ميدان اليمن،دخل  معها وفي وقتها البند السابع ساحة الملعب مراقباً للخط،استبشر الناس به خيراً،وظنُّوا أنَّه المِشرط الذي سوف يزيل الورم من الجسد ويُنهي المشكلة من جذورها،ويُعيد لكل ذي حقٍّ حقَّه خلال مدَّةٍ قصيرةٍ وسريعةٍ تفوق سرعة ذلك المارد الذي حمل عرش الملكة بلقيس إلى سيدنا سليمان عليه السلام،وظل العامَّة يترقبون وقت حصاد فوائد البند ومنافع العاصفة، مرَّ اليوم واليومان والشهر والشهران والسَّنة والسَّنتان والأربع والثَّمان،طالت المدة وامتد الزمان ودعس البند على سته وسبَّع، وتحول إلى غُصِّةٍ غائرةٍ في القلوب اتلفت الشِّغاف ومزِّقت النياط .

في توالي الأيام الأولى للعاصفة والبند،ماكنت تمر بمجموعةٍ قلَّت أو كثرت إلاَّ وهم يخوضون نقاشاً نارياً حول البند والعاصفة،وكل واحد منهم يدلي بدلوه بحسب مايراه من وجهة نظره، يحتد النقاش بينهم وتتعالى أصواتهم صعوداً إلى عنان السماء حتى تكاد تبلغ حدود المدار،ثمَّ تبح الحناجر وتذبل الحروف في أطراف الألسن، وتبدأ الأصوات في الخفوت هبوطاً إلى الأسفل بحسب قانون الجاذبية إلى أن  تذوب ،فينفض النِّقاش بعد أن يجف الرِّيق  وتصفر الوجوه .

استمر النِّقاش والجدل على هذا الحال كثيراً، تعاقبت الأيام والليالي، وتتابعت الشهور والأعوام، وطالت الُمُدَّة،حتى شابت الرؤوس وشاخت الوجوه، وملَّ الناس سماع مفردتي البند والعاصفة،وضاع الجدل واختفت مجالس النِّقاش بعد أن أصاب الجميع السأم وغزاهم الملل،وكيف لا يحصل ذلك؟! والطِّفل الذي ولد مع بزوغ فجر البند والعاصفة قد أصبح شاباً يافعاً يتأبَّط جُعبةً ويمتطي ميزر (النَّبُّوت)،والبند السابع ما زال يمتط ويمتد ويطول .

اصاب القوم التَّعب والنَّكد ومات الحلم في صدورهم بوِلادةٍ مُتعسِّرةٍ،ولم يعد لهم رغبة  بحصول الحياة السَّعيدة والعيش الرَّغيد،وباتوا يتطلعون - فقط - إلى معرفة كم طول مُدَّة البند السابع؟!!وهل تُقاس بالأعوام  أم بالعقود أم بالقرون أم بالسَّنة الضوئية؟!!،فمن يُبلغ عنهم انطونيو جوتيرش لعلَّه يكون لديه جواباً شافياً يروي فضولهم ؟!!.