من كرش باقول ...!!

مديرية كرش بوابة الجنوب الغربية،واقعة  على الطريق الدولي الرابط بين محافظتي لحج وتعز،هذه المديرية منسية ومهملة ولم تعط ما تستحقه من الأهمية من قبل القيادات الجنوبية المتعاقبة ،بل إن البعض منهم يضعها في دائرة الشَّك والتخوين من ناحية المواقف الوطنية،وهي على العكس من ذلك تماماً فقد قدَّمت- على سبيل المثال - في مواجهة الغزو الحوثي أكثر من أربعمائة وخمسين شهيداً، ولا زالت تحتل صدارة البذل والتضحية،وستظل دائمة العطاء في هذا المضمار لا يتوقف دفقها إلاّ بزوال السبب وتحقيق الأرب، رغم ما تعانيه من الجحود والنكران .

أبناء كرش كانوا من السباقين المشاركين  في الحراك السلمي منذ انطلاقته الأولى،صالوا وجالوا وافترشوا الساحات والميادين في مختلف الفعاليات والمليونيات،وشاركوا في مراسيم تشييع وتأبين شهداء الجنوب التي كان النظام العفاشي - آنذاك - يمنعها ويقمعها  بقوة السلاح،وهم من لقن الأمن المركزي وقوات مكافحة الشَّغب - إبان سطوتهم وقوتهم - درساً قاصياً، من خلال تنفيذ فعالية  سليمة مشجعة ومشرفة بطريقة الممانعة مع قوات المركزي جرت أحداثها في عاصمة المديرية،في الوقت الذي كانت تلك القوات ترى إن أبناء كرش لا يمتلكون جرأة المواجهة فحدث العكس،حيث وجدوا رجالاً صناديداً كانوا نداً قوياً، خاضوا ملحمةً إسطوريةً رائعةً فاقت توقعاتهم واربكة حساباتهم .  

لكن ما يُعيب ويحز في النَّفس الغبن والحسرة  أن صكوك النضال والامتيازات التي حصلت عليها بعض مديريات الجنوب قد استثنت منها كرش بشكلٍ بيِّنٍ وواضحٍ،حيث لم تحصل هذه المديرية على نصيبها من التشكيلات العسكرية والأمنية مثل ماحصلت عليه غيرها من المديريات الجنوبية الأخرى ، ولم نرَ واحداً من أبنائها قد حصل على مرتبة قائد لواء، في الوقت الذي نال  فيه بعض  من قادات الألوية الآخرين الحضوة والمراتب اعتماداً على جسارة وإقدام شباب هذه المديرية .

ليس هذا فحسب ولا يقف الأمر عند هذا الحد،بل إنِّ مواطني مديرية كرش وقيادتها قد أصبحوا عرضة لمظاهر الإختطاف والإهانة  بطرق العنطزة والمزايدة الغير مبررة،الخارجة  عن النظام والقانون،علماً إنَّ غالبية مواطني هذه المديرية نظيفة شريفة مناضلة تنحدر من سلالة المناضلين،وإن لم تكن كذلك ما وصلت طلائع القوات الجنوبية - وهذا يشرفنا - إلى تخوم الراهدة ومشارف ماوية .

من هنا ومن كرش باقول :يجب أن ترفع هذه المديرية من دائرة النَّظرة الدونية والاحتقار والتخوين، ومنحها ما تحصل عليه المديريات الأخرى من حقوق وامتيازات، وعدم التعدي على مواطنيها إلاَّ من ثبتت ضدَّه وعليه الإدانة الصريحة المثبتة  بالأدلة والقرائن وبعد الرجوع إلى سلطتها المحلية،لن نقف مع المذنب وكل من يرتكب الخطأ، ولكننا سوف نقف ضد سلوكيات العنجهية ومظاهر التعالي والتألَّه !!.