آخر تحديث :الأحد-15 سبتمبر 2024-01:32ص


إلى الأخوة في الانتقالي... مارسوا السياسة بواقعية

الأربعاء - 09 أغسطس 2023 - الساعة 09:30 ص

احمد بن شوبه
بقلم: احمد بن شوبه
- ارشيف الكاتب


ذات يوم مرّ رئيس وزراء بريطانيا الاسبق ونستون تشرشل بقبر كُتب عليه:هذا قبر المناضل الصادق والسياسي البارع فلان... فقال لمرافقيه مبتسماً: لأول مرة أرى رجلين يدفنان في قبر واحد! ، بمعنى أن السياسة لاتجتمع مع الصدق والمبادئ والقِيم، (فالسياسة نجاسة) بالمنظور المعاصر ، دائماً ما تكون مربوطة بذيل المصالح ،فأينما وُجدت المصلحة للافراد والدول فثمَّ سياسة تتجه إليها لتحقيقها، والسياسة الواقعية هي: معرفة الواقع المفروض وكيفية التعامل معه بعيدا عن التنظير ،وهذا تعريف بالمعنى لانصّاً، وإذا ما اسقطنا هذا التعريف على واقع الازمة اليمنية لن نجد له احسن مثالا من ووصول الوفد السعودي لصنعاء في خطوة رأيناها من منظورنا كمتابعين وشعب في المحافظات المحررة خطوة إنهزامية وضعف من جانب السعودية لصالح الحوثي ،لكنها بالنسبة لصانعي القرار السعودي خطوة برغماتية وسياسة واقعية تدل على نضج في التعامل مع الوقائع على الارض ، يعلم السعوديون جيدا ان الدول الكبرى تجيّر الملف اليمني لصالحها لتحقيق اكبر قدر من المكاسب الاقتصادية المتمثلة بصفقات السلاح المهولة،والسياسية من خلال الضغط بملف الازمة الانسانية لكسب مواقف سياسية من السعوديةلصالح هذه الدول،واخيرا وليس آخرا لكي تبقى السعودية تحت طوع هذه القوى لابد من تعميقها اكثر في الازمات ومنها ازمة الحرب في اليمن ،فهذه الدول لاتريد للسلام ان يعم في اي منطقة بالعالم لاجل مصالح ضيقة ،ولا أدل من تصريح المبعوث الامريكي لليمن قبل ايام من ان السلام بين السعودية والحوثيين لن يتحقق، لذلك رأى السعوديون ان يأخذوا بزمام المبادرة بأنفسهم ويفتحوا قنوات تواصل مباشرة مع الحوثيين لحل الازمة بعيدا عن المباعيث الدوليين ،لانهم يدركوا ان اللعبة الدولية تسير عكس تطلعاتهم. 
لذلك نطالب قيادة المجلس الانتقالي بما ان له اليد الطولى في المحافظات الجنوبية ان يدرسوا الواقع السياسي الجديد في اليمن ككل وان يتعاملوا معه وفق المصالح الجنوبية بعيدا عن العواطف والشعارات الجوفاء ،  والإرتهان الإقليمي، ويجب ان تواكب سياسة المجلس المتغيرات المتلاحقة على الساحة الإقليمية والدولية وذلك لحفظ مصالح الشعب الجنوبي وتحقيق تطلعاته ،والله من وراء القصد. 
..