آخر تحديث :الأحد-15 سبتمبر 2024-01:32ص


الحوثي .. وضجيج المراهقة السياسية .

الإثنين - 07 أغسطس 2023 - الساعة 10:26 ص

حربي الصبيحي
بقلم: حربي الصبيحي
- ارشيف الكاتب


الظروف التي أوجدتها خلافات الصراع على السلطة بين بلاطجة نظام الحكم الجهوي القبلي الفاشل، قد أجبرت الخاسر منهم في الصراع المميت على سدَّة الحكم بالتحالف المباشر مع الحوثي الموتور، رغبةً منه في الإنتقام الأعمى من الجميع، هذا التحالف الغبي  هو وحده من ساهم وساعد  في نقل هذا الحوثي الأجوف من دوني مهملٍ يعيش على صهوة حمار، إلى جنرالٍ متغطرسٍ متجبِّرٍ ممتطياً ظهر الدبابة والمصفّحة ،ومن لزقةٍ متخفية في قعر كهف مظلمٍ، إلى هامةٍ منتفخةٍ  على رأس الهرم،وسياسيٍ خجعٍ  يتصدَّر مشهد الحياة العامة،ووجيهٍ مستبدٍ على سدة الحكم يأمر وينهى في محيطه النائم التائه،ولا يجرؤ أحد من العامة على مخالفته أو معاتبته أو مخاطبته أو الإشارة إليه ولو بأصبع الخنصر .

المكانة العالية الرفيعة  التي حصل عليها هذا الوضيع سهلةً ميسرةً وجاهزةً على طبقٍ من ذهبٍ من حيث لا يحتسب ،قد جعلته يصير جسداً منتفخاً له خوار قبيح مقذع ، مسكون بالمراهقة السياسية الغبية،موتور بالعصبية والعنصرية المقيتة،مشحون بالحقد والكراهية العمياء للإنسانية والحياة والحرية والتطور والتقدم والمساواة والعدالة الإجتماعية .

لم يدر  بخلد هذا القمي الهمجي  أن يصل إلى ما لم يكن في حسبانه،وأن تصبح أمور البلد والرعية في قبضته، حيث كانت هذه الأمور خارج نطاق حسابته تماماً، وحلم بعيد المنال لم يخطر على باله يوماً ولو من باب الوسواس القهري،  وعندما وصلت إليه بعد تسليمها له طواعية من قبل حاكم أرعن أحمق، وارتقى على سدّتها في حدودها الدّنيا، ومساحتها الضيقة، وأفقها المحصور، علا وتجبّر وأُصيب بجنون العظمة، وداخله وهم القوة الخارقة، فتصور وتخيَّل  أنه قادر على سحق عدن والرياض والشارقة،فأخذ يملأ الحيز الضيق من حوله ضجيجاً وصخباً مفروغ الهدف،عديم المنفعة،عقيم  التوجه، محصور الأفق،لا يصب في صالح البلد الرعية، ولا يمضي بهم نحو آفاق الرُّقي والتقدم والرَّخاء،بل يسلبهم المستقبل ويُعيدهم إلى عصور الجهل والتخلُّف والفقر والضلالة  .

المراهقة السياسية المتأخِّرة التي يمر بها هذا السلالي المتعجرف أفقدته الصواب والسلوك الأخلاقي العقلاني السوي،وجعلت منه بعبعاً أحمقاً يهدد الإقليم ويتوعد العالم وكل من يقف في طريقه بمحوه من خارطة الوجود على حدِّ  زعمه ،ناسياً في غمرة نشوته وغروره إن العالم هو من حافظ على بقاه وحماه باتفاق ستوكهولم،وإلا لكانت عمالقة الجنوب قد اجتاحت مخابئه  ودكَّت أوكاره وجابت (الوعل بقرونه) من قعر  كهف مرَّان !!.