آخر تحديث :الأحد-15 سبتمبر 2024-01:32ص


الغضب

الأربعاء - 26 يوليه 2023 - الساعة 02:16 ص

احمد بن شوبه
بقلم: احمد بن شوبه
- ارشيف الكاتب


لو بحثنا في سبب الجرائم والمشاكل الاجتماعية التي تحصل ، لو جدنا ان منبعها الغضب،نعم الغضب، ليس السلاح وحده من يقتل ويجرح ،وليس الاختلافات والمشاكل وحدها من تُفرّق الأوصال الاجتماعية بالطلاق،والمقاطعة بين الأهل والأحباب، بل هذه ادوات تنفيذ في حالة غليان غضبي مسيطر ، انظروا إلى التعبير القرآني الدقيق في وصف حال موسى " ولمّا سكت عن موسى الغضبُ.."، سبحان الله...  وكأنّ الغضب قد تجسّد حسياً وتلبّس بموسى ، حتى صار الساكت الغضبُ لا موسى، وهي حالة معروفة عند الغاضب تتبين من خلال افعال واقوال غير طبيعية حالة غضبه ،ثم ما يلبث ان يلوم نفسه وينكر حاله حال الغضب ويصيبه الندم ولات حين مندم. 
لذلك حذر الشارع من الغضب ومن مسبباته ووضع الحلول له، فقد جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله قولا ينفعه فقال له :"لاتغضب"، ورددها مرارا، لاحظ لم يقل له صلِّ ولا صُم ولا تصدق ولا حُج،بل دلّه غلق باب عظيم من ابواب الشيطان وهو الغضب.
لكن الغضب شيءٌ مجبولٌ عليه الانسان كالحسد ،ولولا ذلك لما طلب النبي عليه الصلاة والسلام من الرجل الا يغضب ،لكن محاربته ومدافعته هي المطلب الشرعي .
فمن غضِب فليتعوذ بالله من الشيطان الرجيم ،وليجلس ان كان قائما وليضطجع ان كان قاعدا ،وليتوضأ وليغير مكانه فإنه ابعد عن ارتكاب اي جريمة قولية او فعلية ،لان الابتعاد يقلل من اثار الغضب.

🖋️ بقلم احمد بن شوبه.