آخر تحديث :الأحد-15 سبتمبر 2024-01:32ص


هابي وايف هابي لايف..!

الجمعة - 30 يونيو 2023 - الساعة 10:34 م

حنان الشعيبي
بقلم: حنان الشعيبي
- ارشيف الكاتب



أحب بين الحين والأخر لقاء بعض الصديقات او الجارات.. نعيش لحظات من المرح وكسر روتين الحياة الملل.. نجتمع لسرد القصص و يكون الحديث عن أبنائنا وكيفية اختيارنا لطرق التربية على رأس مواضيعنا الساخنة، حيث جل امنيتنا ان نجعلهم مميزون في الحياة.
اثناء الغوص في تفاصيل التفاصيل تأتي الصديقة المضيفة بصحون الكعك والبسكويت، ونعرف انها اعتنت بإكرامنا حين تصنع لنا الكيك بالشوكلاته وبالطبع لا معنى للنهم دون براد الشاي بالحليب الذي ما ان يُصب في الاكواب حتى تفوح منه رائحة الهيل المنعشة واللذيذة، يتحول الوضع من تبادل الأحاديث واستعراض الخبرات الى التجاذب بالصحون وقطع الحلويات، وصدق القائل "عند البطون تضيع العقول". اكلنا، شربنا، ضحكنا، تحدثنا، وهذه الاخيرة لاتنتهي...
كانت تجمعات النساء واحاديثهن في السابق تتمحور حول اخر تقليعات الموضة وصيحات الميك اب، وعن احوال فلانة واخبار علانة، وتلك ذهبت وتلك سافرت، وتلك تأتي باطفالها المزعجين، و... الخ. الان مع التطورات الجارية وما تقدمه من علوم حديثة خاصة علم التنمية البشرية الذي انتشر في اوساط المجتمع، اصبح الجميع تواق لتربية اولاده على طرف مبتكرة تتماشى مع تطورات ومستجدات الواقع والعصر.
نحن معشر الأمهات لم تعد تستهوينا أمور الموضة بقدر مايقلقنا التطور التكنلوجي الرهيب، بل استطيع الجزم بان مايؤرق غالبيتنا حقا هي تربية اولادنا تربية حسنة وحمايتهم من الغزو الثقافي الذي اصبح يخترق القيم بقوة ناعمة وبدون مجهود، خصوصا مع غياب الوازع الديني بفضل فشل رجال الدين في واقعنا وانخراطهم بعالم السياسة ما دمر مصداقيتهم ورسالتهم على السواء.

تربية الأطفال ليست بالمهمة السهلة، نعلم ونتفق ان عظمة الأمومة ليست في حملنا وولادتنا على قدر صعوبتها، لكن كل انسان قد يمر بآلام فضيعة لسبب او لآخر، لكنها ابتلاءات مؤقتة تنتهي وتُنسى، لكن تربية طفل عملية مستمر غير منتهية، واعتقد فقط لهذا السبب قيل الجنة تحت أقدام الأمهات، لان الأم تجاهد نفسها أكثر من أي انسان آخر لتكون خيرة وصالحة ونموذج حسن يُقتدي به، فلا يمكن لأم تسعى لتربية ابنائها على الصدق إن كانت هي تكذب على سبيل المثال.

تحاول الأمهات التجديد في أساليب التربية بين الترهيب والترغيب واللعب والكوميديا حتى لا يصاب الأبناء بالتشدد والسيطرة الخانقة، كما أن خلق علاقات صداقة مع الأبناء مهم في قاموس الأمهات لتعينهم على الإفصاح عن متاعبهم ومشاكلهم ومايتعرضون له دون خجل او إكراه.
تُجمع تقريبا كافة النساء على أن العلاقة المضطربة مع الزوج تعيق عملية التربية، حيث لا تجد الزوجة عون وأذن صاغية واهتمام حقيقي ومشاركة واعية في عملية التربية، وتُلقى بكل المسؤولية على الأم وحدها، بل أن الزوج أحيانا يسهم في سوء تربية الأبناء وتمردهم على أمهم بإهانتها والتقليل من دورها او حتى في أحسن الأحوال عدم الاهتمام بها هي وتركها بمزاج سيء طوال الوقت. كيف لأم حزينة او غاضبة أن تمنح الاستقرار للبيت؟ لدى الأجانب حكمة تقول "happy wife happy life". وهي تركز على أهمية أن تكون المرأة سعيدة كزوجة اولاً كي تستطيع ان تكون أماً وتمنح وتعطي الحياة ابناء وبيتاً وحياة سعيدة.

مهما كانت نجاحات النساء كبيرة، وعلاقاتهن جيدة مع كل من حولهن، إذا لم تكن علاقة المرأة بزوجها مستقرة قائمة على الأحترام والتقدير والمشاركة فلا نتوقع منها تربية أبناء اسوياء متعافين من العقد الاجتماعية والمشكلات التي قد تدمر الحياة أحياناً، فيد واحدة لا تصفق، وحين نعطي معطيات ناقصة فمن الطبيعي ان نجد النتائج ناقصة أيضا.