لازلتُ أتذكر آخر ظهور لحافلات النقل المهداة من سيادة المحافظ لملس لطلاب جامعة عدن ، كان آخرها في أوائل شهر محرم ، بعد انتهائنا من إكمال آخر إمتحان في كلية الهندسة ، يا صديقي هل من الممكن أن نرى هذه النعمة مجددا بعدما نعود من اجازتنا ، إنها خففت نصف ُ أعباء الدراسة ؛ فلا نستطيع الإستغناء عنها أبدا ، وكان قاعدا بجواري متوجهين من كلية الهندسة إلى جولة كالتكس ظهرا في طريقنا إلى المعلا ، رُبما ستستمر إن حافظ عليها أصحابها ؛ فهي خدمة وطنية مقدسة قبل أن تكون إنسانية !!!
يا للأسف ! لم يحافظ عليها أصحابها ، أُكلت كما أُكل الثور الأبيض ، طال السفر طال كما يقول الشاعر ، إنها لعنة كبيرة في الظمير ، بل رصاصة ؛ هذه عشر حافلات لم يستطيعوا إنقاذها ، لم يستطيعوا توفير وقود لها ؛ عن دولة أتكلمُ من ثمانية رؤوساء ورئيس حكومة ومحافظين ووزراء ووكلاء ومستشارين ...
ابدأوا لصياغة الحاضر من أسفل الهرم من القضايا الصغيرة ، ولا تلتفوا إلى صنعاء وما وراء سطح القمر لأنكم لم تَنجحوا في القضايا الإنسانية الدقيقة ، أقولها بحزن ، آرونا نجاحكم في مشروع ٢٠٠ لتر من الوقود باليوم في خدمة عشره ألف طالب في جامعة عدن لم يستطيعوا مواصلة الدراسة بسبب الواقع الذي أنتجتموهُ لهم ، واقع من جمر و رماد وهياكل ودم ....
لو سمحتم خصصوا لهذه الحافلات جُزء من مائة من مصروف ومستحقات مسؤول واحد في الدولة . آيها المسؤولون في وطن الخراب من يتنازل ُ عن ربع نصيبه من البترول أو الديزل المصروف لهذه الحافلات حتى نستطيع كطلاب مواصلة الدراسة ،،، نحن آبناء الغد آرجوكم !
هذه الخدمة يَجب أن لا تنقطع ، سوف نظل نصرخ مُطالبين بها ، سوف نحيا من أجلها ، ويجب أن لا تموتون في قضية كهذه ، هي أملنا الوحيد ، آنموذجاً أنتم تموتون في قضية الحافلات الطلابية منذو خمسة أشهر وعشر قمرية شبه من العدمية المطلقة عاجزين عن حل أبسط مشكلة آمامكم ، مشكلة عشر حافلات كوستر حمولة ستين طالب ! انقطع شريانها واختفت تحت الإنقاض لعدم حصولها على بضع لترات وقود صدقة من وجهكم ، هذا إذا لم تكن ابتاعت في أسواق العبيد " النخاسة " ....
نحن طلبة جامعة عدن نُطالب ونناشد المحافظ أحمد حامد لملس فهو المسؤول الأول والأخير في قضية اختفاء ناقلاته ، الباصات الطلابية مُهداة باسمه الكبير ووجودها وجوده ، يجب أن لا يطول صبره وليُناظل من أجل طلاب جامعة عدن ، كما يُناظل في كثير من الأمور الإنسانية في مدينتنا عدن.
أخينا المحافظ بات الطالب الجامعي عُصبة متاعب لا تُذرع ، لا يستطيع المواصلة في ظل هذه الظُلمات ُ الثلاث تحمل تكلفة المواصلات والأكل والشرب وشراء الملازم والمعدات الدراسية ، حياة صعبة جدا ، لا تتصورونها وأنتم على نمارق مصفوفة ..
سيادة المحافظ هذا أسبوعنا الرابع بعد الإتفاق وناقلات الطلاب لم تظهر !!!
هُنا يكمن أكبر لُغز سيادة المحافظ !
وأفوا بالعهد إن ّ العهد كان مسؤولا .. الآية