آخر تحديث :الثلاثاء-14 مايو 2024-03:27م

اين انتم ياقادة الالوية من قائد الجيش ابو عُبيدة بن الجراح

الإثنين - 15 أغسطس 2022 - الساعة 09:26 م

محمود عواس
بقلم: محمود عواس
- ارشيف الكاتب


كان قادات الجيوش العربية الأسلامية يولون كل الأهتمام بجيوشهم المحاربة ويؤثرونهم على انفسهم .
فها هو قائد الجيش العربي الأسلامي ابو عُبيدة بن الجراح ،كان يهتم بجيشهِ وويفضلهم على نفسه،ِ اي عنده (إيثار) ويقدم لهم طعام افضل من طعامه، اما هو كان طعامه كسرات من الخبز اليابس وللبن «الحليب».

وعندما كان مرابط بجيشه على تخوم بلاد الشام ،اراد  الخليفة عمر بن الخطاب بجوله تفقدية للجيوش العربية الاسلامية المرابطة في الشام لتفقد احوال الجيش ويطلع على معنويات الجيش المقاتل.  
فركب عمر راحلته وتجه صوب بلاد الشام ؛ حتى  ووصلَ تخوم الشام،وكان وقت تناول طعام الغداء،  وحينها إستراح عمر من وعثاء السفر ، في خيمة قائد الجيش أبو عبيدة أبن الجراح، ورحب به، فقيل للخليفة عمر نأتي لك بطعام من طعام الجيش أو من طعام قائد الجيش؟؟ فاستغرب عمر من الطعام في نفسه ايكون طعام مختلف  للجيش وحده، ولقادات الجيش ، فأجاب عمر بقوله : هاتوا هذا وذاك؛ فأتوا له بطعام الجيش ،فإذا به لحم ومرق وثريد. فقال عمر هذا طعام الجيش!! فقالوا: نعم يا أمير المؤمنين، فقال : هاتوا لي الآن من طعام قائد الجيش...ليعرف اي صنف من اصناف الطعام ؛فجاؤوا له بكسرات من الخبز اليابس وقليل من اللبن!!!!! فجهش عمر ببكاءٍ شديداٍ. وقال: صدق من سمّاك أمين هذه الأمة.
وعندما عاد الى بيته قال: غيرتنا الدنيا إلا أنت يا أبا عبيدة.

اترو ايها القادة كيف كانت صفات واخلاق قادات الجيوش العظماء سابقا؛إتجاه جنودهم وكيف كان يحبوهم حبا شديدا ويأثرونهم على انفسهم.

لان الجنود هم الركيزة الأساسية التي يعتمد عليها في الحرب وهي من تقاتل قتال شديد وهي من تصنع ملاحم الإنتصارات والبطولات في الميادين وليس القادة فهم الذين يضحون اكثرا.

ففي عهدنا الجيوش تتضرع جوعا في المواقع وسط اهمال من قبل القيادات ولا يهتموا بهم يتركونهم في المواقع يفتك بهم العطش ويتضورون جوعا.

فالابطال هذه الايام يشكون  (الجنود) من قياداتهم ، بعدم توفير لهم الغذاء الكامل او الأكل ،ويتركونهم يتضرعون جوعا في مواقع الشرف والطوله ، او ان اوجدو لهم اوجد حبيبات الارز الناشف او حيانا قليلا من لحم. ومعها  تصبحوا بطونهم اي معدهم تتألم من الجوع او من ذالك الارز المليئ بالزيت.

اما القيادات اليوم فبطونهم متخمة من اطيب وافضل الطعام!!! فاكلهم مختلف تماما عن الجنود، فهو دسم من مختلف انواع اللحوم والخضروات والفواكه والشراب الببسي وغيرها من المأكولات ، فهم يحبون انفسكم وذواتكم وجنودكم في ستين داهية.
تناسوا انهم مسؤولين على ذالك الأفراد.

فنقول : اذا اين انتم ياقيادات الاللوية ، من القائد ابو عبيدة بن الجراح، الذي كان يفضل جنوده على نفسهُ؛ وكان يملئ بطونهم من اطيب الطعام وافضلها ، ويحرم نفسه من ذلك الطعام، ويتناول كسرة من الخبز وللبن. هل ستفعلون هكذا ياقادات اليوم  ؟؟

فيجب عليكم ايها القادة الأهتمام بالجيوش واعطوهم على الأقل اطعام يليق بهم ووفروا لهم كل مطلباتهم لانكم مسؤلين عنهم .
فناكم ستحاسبون على كل عمل تقوموا به تجاة هؤلاء الجنود يوم لا ظل إلا ظله.