آخر تحديث :الأحد-15 سبتمبر 2024-01:32ص


معاناة ولي أمر طالب ...

الإثنين - 15 أغسطس 2022 - الساعة 02:18 م

فهمي عمير
بقلم: فهمي عمير
- ارشيف الكاتب


سمع ولي أمر الطالب عبدالرحيم الناس في الأسواق وهم يتكلمون عن الإضراب واغلاق المدارس والمطالبة بحقوقهم التي كفلها لهم الدستور فتعكر وجهه وغضب غضباً شديداً وقال لولده عبدالرحيم الذي يبلغ من العمر السادسة عشرة ما قصة هذا الإضراب ؟ وما حكاية اغلاق جميع المدارس في أنحاء الجمهورية ؟ ومن وراء كل ما يحصل للتعليم وأهله ؟ وكان يردد اما يستحي المعلمون على أنفسهم وهم يغلقون الأبواب في وجوه ابنائهم الطلاب ، أليس لهم أبناء يدرسون في تلك المدارس ؟ وما يقدّرون ثمن المسؤولية التي يحملونها على عاتقهم ثم قال هذا المسكين لا حول ولا قوة إلا بالله ... إلى الله المشتكى . لكن عبدالرحيم أسرع قاطعاً حديث والده خوفاً منه أن يخطأ على جميع معلميه الذي كان يحبهم ويحبونه مدركاً لإهتمام والده له في جميع مراحل التعليم وتحسين مستواه الدراسي  .

بدأ عبدالرحيم يوضح لوالده هذه الأسئلة واحداً تلو الآخر بأسلوبه القاصر وقلة إلمامه بتفاصيل هذا الموضوع . تأثر عبدالرحيم على والده حين ظهرت على ملامحه الحزن الشديد من جراء هذا الظلم والجحود لطبقة صانعي الأجيال وهو يعلم حجم المعاناة التي يعانونها المعلمون كيف لا وهو يعلم من متابعته لولده من خلال دروسه وواجباته وايضاً مشاركته في الانشطة المدرسية والمجتمعية داخل المدرسة ، كذلك حجم المعاناة المعيشية التي تضرب بجميع المعلمين وأسرهم عرض الحائط .

أزداد حجم الألم والمعاناة من أبي عبدالرحيم لمّا سمع تلك الكلمات التي تخرج من فيّ طالب تقريباً في الصف الثامن والذي نجح في اقناع والده بحجم المعاناة التي يعانونها جميع المعلمين حتى أصبح أبو عبدالرحيم الذي لا يحسن القراءة والكتابة فضلاً عن فهم التعبيرات والمصطلحات والأساليب العلمية
يندد بصوت مرتفع في الأسواق نحن ليس مع الإضراب ولكن نريد أن تعاد للمعلم مكانته وحصانته السابقة في وقت أعطيت المكانات والحصانات لأناس كما يقال : ليس لهم في البطة ولا في السليط لذلك ذهب أبو عبدالرحيم مولياً مدبراً وهو يتمتم بصوت منخفض ... يريدون أن يرتقوا والمعلم مهضوم ، لاحول ولا قوة إلا بالله... لاحولا ولا قوة إلا بالله ... لاحول ولا قوة إلا بالله ...