آخر تحديث :الأحد-15 سبتمبر 2024-01:32ص


هل ستبيع أخاك في سوق النخاسة ؟

الثلاثاء - 05 يوليه 2022 - الساعة 11:38 ص

فهمي عمير
بقلم: فهمي عمير
- ارشيف الكاتب


كان كبار السن القدامى يروون الأمثال والحكم القديمة فيغرسون في نفوس الأجيال أفضل المبادئ وأحسن القيم وان من تلك الأمثال والحكم القديمة لعبرة عند بعض الناس ، فهذا أحد الأمثال التي يروونها على شكل حوار بين شخصين فيقول الأول : 
بكم بعت أخاك؟  فيقول الآخر :
بعته بتسعين زلة ؟ 
فيقول الرجل الأول لقد أرخصته بالتسعين .

قد يقول القارئ ان في مفردات و الفاظ هذا المثل نوعاً ما من الغموض لكن إذا تأملت في هذا المثل لوجدته يُذهل كثير من الناس لما فيه من المعاني والعبر الكثيرة حيث ان الرجل الثاني قد غفر لأخيه تسع وثمانون زلة ولم يبيعه ويتركه إلا بعد التسعين من الزلات وعجب لقول أو رد الرجل الأول حين قال لقد أرخصته بالتسعين زلة  .

فيا تُرى كم يساوي أخي أو أخوك من الزلات هل ستبيعه و سترخصه او سيكون غالي الثمن عندك ، بكم ستبيعه إذا كان قريبك أو صهيرك أو أخوك او أختك أو جارك أو صديقك أو زوج أو زوجة ، يا تُرى بكم ستبيع  أباك أو أمك من الزلات فالتسعون زلة ليس ثمن لأخيك لقد ارخصته حيث ان الرجل الأول في هذا المثل يبين للأجيال ولنا لابد ان نتحمل أكثر من التسعين زلة لأن الأخوة غالية الثمن لا يعادلها شيء في الوجود فهي أفضل من الذهب والوِرق .

وإذا تأملت في واقعنا اليوم لرأيت كثير من أحوال الناس قد دبت في أوساط المجتمع القطيعة والعتاب فتجد أحدنا يبيع أخاه بزلة واحدة فقط علاوة على ذلك ان من هناك من يبيع أخاه بثمن بخس في سوق النخاسة بدون زلة انما بسوء الظن والعياذ بالله فلابد ان نراجع مبيعاتنا ونلتمس لاخواننا سبيعين عذراً ، و نرفع سقف أسعار اخواننا ونغفر جميع الزلات لتبقى الإخوة في النسب و الدين أقوى .

فوفاء الحيوانات مشهود فالذئاب مثلاً لايترك أحدهم أخاه الذئب حتى لو هلكوا جميعاً فالذئاب لا تترك بعضها بعضاً حتى في أشد حالات الجوع والعطش فالواحد للقطيع والقطيع للواحد .

فمن ترك الحسرة والندامة تلاحقه ببيع أخاه في سوق النخاسة حيث تُباع سابقاً العبيد والدواب وعجز ان يكون كقطيع الذئاب المتماسك ، فنسأل الله له الهداية والسداد والصواب  .