آخر تحديث :الأحد-15 سبتمبر 2024-01:32ص


ياشهاب ياكذاب تستاهل أكل الذئاب!!

الخميس - 16 ديسمبر 2021 - الساعة 06:53 م

صالح لجوري
بقلم: صالح لجوري
- ارشيف الكاتب


صالح لجوري

يروى في الحكايات  والأساطير المتواترة والمتداولة في أكثر من مكان   أنه كان في قديم الزمان رجلا  ذو شأن يرعى  المعز والضان   السمان   ويمتطي البتان 
  في بادية الخرفان 
يسمى _شهاب، لديه قطيع كثيف من الأغنام  في البادية ، وكان  المعزوب _أي حضائر الأغنام__    ومكان المرعى يبعد عن قريته الأصلية بنحو أربعة  كيلو مترات،  فوجد نفسه شهاب معزولا عن القرية   وأهلها والشلة والأنس،   ويعرف عن شهاب عدم انضباطة في السلوك والمعاملة  مع الآخرين ،  وكثير مايتصرف تصرفات خاطئه مستفزة ،

فخطرة في باله فكرة شيطانية كعادته  الهدف منها التسليه والحصول على مزيد من الطعام الجاهز وفي نفس الوقت  يضحك على أقرانه حسب هواياته  من أبناء قريته  بطريقة رأء شهاب أنها طبيعية وناجحة   وربما تنسيه متاعب المرعى وتجلب له مزيد من التعاطف من أهل قريته   فبدأ يمارس الكذب والحيل أذ أنه كان يصعد إلى فوق جبل مطل  على القرية وينادي بأعلى صوته  بقوله:« النجدة يا أهل القرية النجدة يا أهل القرية النجدة يا أهل القرية  انقذوني أنا وغنمي لقد هجمت الذئاب علينا النجدة النجدة يامسلمين إلخ ... من العبارات التي تستعطف الناس لنجدته وغنمه ، فكان يوصل أهل القرية مستغربين  يتساؤلون أين الذئاب يا شهاب؟! 
فيرد عليهم لقد سمعت  أصواتكم   قادمين وهربت الذئاب.. وهو بذلك يكذب  .. فيتذمروا من تصرفاته وهو يحلف الأيمان أن الذئاب هربت ويلح على أهل القرية بالبقاء معه حتى لاتأكله وأغنامه  الذئاب  فكانوا يمكثوا أوقات طويله دون أي فائدة وشهاب يعجبه بقائهم يتسلى معهم  ويمضي بعض الوقت  يمازحهم ويأخذ ما بحوزتهم من أمتعه   _وفي نفسه يقول لقد ضحكت على أهل القرية وصدقوا اكاذيبي ، واستنجدتهم  وحضروا لنجدتي من الذئاب  في الوقت الذي لاتوجد فيه ذئاب !!  

فاستمر شهاب يكذب ويكذب المرة تلو الأخرى  طوال العام  حتى أن أهل القرية  تعبوا  وملوا  وسئموا من اكاذيبه ولم يعد أحد يصدقه أو يكترث له  وفي ذات يوم هجمت على اغنامه الذئاب فعلا  فاقبل إلى فوق الجبل يستنجد  أهل القرية بقوله الذئاب أكلت الغنم النجدة وهو يبكي ويتوسل إليهم أن يبادروا  لإنقاذه وغنمه لكن دون جدوى لم يصدقه أحد و لم ينجده  أهل القرية  فعاد من فوق الجبل خائبا يعدو لاهثا  صوب أغنامه  لكي ينقذ ماتبقى منها لكنها كانت الذئاب مفترسة  تتوافد باعداد كبيرة  فاكلت الأغنام وأكلت شهاب ولم يتبقى في "المعزوب _ الحضائر_  
إلا بقايا آثار  اشلاء متناثرة  لشهاب الراعي  وأغنامه ،  وعند  ما  دنى اليل  من القرية  متسللا في ازقتها  بسرابيل الدجى يلتحف  زمهرير الشتاء القارص  اغلق الناس ابواب منازلهم  و
لم يعد  أهل القرية يسمعوا أصوات استغاثات شهاب المتكررة و المخيفة  التي كان يطلقها قبل غروب الشمس  تلك اليلة  
ولم يروا الأضاءة في معزوب شهاب ، تداعى أهل القرية وتحركوا جميعا حتى وصلوا إلى معزوب وحضائر شهاب  ولكن بعد فوات الآوان   فقد وجدوا أن الذئاب أكلت شهاب وأغنامه    فعلا  ،  فقالوا هذا  جزأ عملك السيئ  واكاذيبك  ياشهاب،  
فعادوا إلى القرية وهم  يرددوا  بأعلى أصواتهم : «
يا شهاب يا كذاب تستاهل أكل الذئاب ».

ملاحظة :
(القصة هذه أو الاسطورة القديمة  يوجد قصة حديثة مشابهة لها  من بني البشر  نصيحة لوجه الله اتمنى    من كل من   لديه عقل وضمير أن يتفقد  رعاته وأغنامه  قبل فوات الآوان ...!!