آخر تحديث :الجمعة-26 أبريل 2024-09:04ص

الجوع والفقر .. دروس وعبر ( 5 )

الجمعة - 03 ديسمبر 2021 - الساعة 05:31 م

أحمد عمر باحمادي
بقلم: أحمد عمر باحمادي
- ارشيف الكاتب


الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين أوقف حد السرقة في عام المجاعة، لم يكن هناك من لصوص كبار تسببوا بهذه المجاعة .

لذا فلننظر ونتأمل في ما قاله الدكتور ماجد عرسان الكيلاني في كتابه ( أهداف التربية الإسلامية ) : " والأصل أن "القيم" هي جوهر الدين ومراد الرسالة والجهاد؛ لأن التزام الإيجابية منها يحقق السعادة في الحياة والآخرة، وتجنب السلبية يقي العوالم كلها شرور الحياة ومفاسدها.

 أما "الحدود" فهي لحراسة "القيم" من أن يعتدى عليها أو يقصر الناس في اتباعها.. و"إقامة الحدود" مشروطة بـ"تطبيق القيم"، فإذا تسرب الخلل إلى هذا التطبيق يوقف الحد الحارس حتى يتم إصلاح الخلل المذكور.

 وهذا مما فهمه الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين أوقف حد السرقة في عام المجاعة.

ولكن "فقهاء السلاطين" ومشايخ السلطة، ومؤسسات التربية التقليدية -أفرغوا مصطلح الشريعة من -القيم الإسلامية- خاصة القيم السياسية والاقتصادية، ثم أبقوا على "الحدود" وحدها لتحرس "قيم العصبيات" اللا إسلامية التي تحمي الظالم، وتعاقب المظلوم.

 حتى رسخ في عقول أجيال المسلمين أن الشريعة تقتصر على تطبيق "الحدود" دون اعتبار لـ"القيم" التي تحرسها هذه الحدود، وتجلِد الناس أو تقطع أيديهم من أجلها. 

وبذلك صار "الخاطئ الكبير" يجلدُ "الجانحين الصغار" الذين تزل أقدامهم في مزالق ظلم الخاطئ المذكور وفساده، وصارت "يد" السارق الكبير الذي يجب أن يُقام عليه الحد تَقطع "يد" السارق الصغير الجائع الذي يجب أن يرفع عنه الحد."

وهكذا نرى في الوقت الحاضر أن اللصوص الكبار وأهل الفساد ظلوا في مأمن من العقاب، ما لم يحرك الشعب ساكناً .. فإذا ثارت الشعوب وانتفضت ضد ظالميها دبّ الرعب في قلوبهم وحانت منهم لحظات الهروب.

مختارات ومطالعات انتقاء :