آخر تحديث :الأحد-15 سبتمبر 2024-01:32ص


سينقطع النَّفَس يا بن سلمان

السبت - 11 سبتمبر 2021 - الساعة 02:31 م

احمد بن شوبه
بقلم: احمد بن شوبه
- ارشيف الكاتب


 تابعنا المقابلة التي اجرتها إحدى القنوات السعودية مع الامير محمد بن سلمان قبل عدة شهور، وقد تطرق اللقاء لكثير من الملفات الداخلية والخارجية التي تهم المملكة العربية السعودية، لكن ما يهمنا كيمنيين من هذا اللقاء هو فتح الملف اليمني خاصة وهو يخوض حربا شعواء للتخلص من ذراع ايران فيه وهم الحوثيون. 
تحدث بن سلمان عن الحرب ،لكن ما لفت انتباهي هو سؤال المذيع للامير!  لماذا لاتدخلوا صنعاء وتنهوا الحرب بعد هذه السنين الدامية والتي استنزفت الكل؟!.
كان الرد او الجواب من الامير : انه يمكننا دخول صنعاء خلال ايام؛ لكن ستكون هناك تكلفة بشرية من المدنيين ومن قواتنا وقوات حلفائنا ،خاصة مع اكتظاظ المدينة بالسكان،ويواصل: نحن سنستخدم النّفَسَ الطويل ،لاننا دولة ونقدر نحارب مائة سنة!. 
هكذا كان الجواب من الامير! نحن اليوم ندخل السنة الثامنة للحرب واكثر من اكتوى ويكتوي بنارها هم المدنيون المواطنون ،شبّت هذه الحرب اللعينة فيما تبقّى من كرامة العيش وكشفت ستر الحال الذي طالما كان لحافا لأُسر عفيفة عديدة. 
الحروب لاتحتاج إلى نَفَس قصير ولا طويل ،الحروب تحتاج إلى حسم ،لانها كلما طالت تشعبت وولّدت حروبا اخرى،عدا عن الكلفة البشرية والاقتصادية المترتبة عن إطالتها. 
ولتكن لك ايها الامير عبرة بحلفائك الامريكان الذين لديهم من المال والقوة العسكرية ما لاتملك عشر معشاره ،انقطع نَفَسُهم في افغانستان بعد عشرين سنة من القتال ضد طالبان، فهربوا في طائراتهم ودماء زملائهم من المارينز مازالت خضراء على ارض المطار. 
انت لاتقاتل دولة نظامية حتى نقول بإمكانية تطبيق نظرية (النّفَس الطويل) ، بل تقاتل مليشيا وعصابات تتغذى على الحرب نفسها ، وتستفيد منها ،كما استفادت طالبان ،حتى رأينا احدث الاسلحة الامريكية بين ايديهم يستعرضون بها لإظهار قوتهم. 
السنة الثامنة للحرب في اليمن ستدخل ،ويبدو ان النَفَس بدأ يضيق ،خاصة مع رؤية الامير 2030، فالحرب اكثر معوقات انجازها، واعظم مُنفّر للاستثمار بالمملكة ، مع وجود صواريخ ومسيرات حوثية، تُحلّق ليل نهار في سماء المملكة،وتضرب اماكن حساسة. 
يجب على الامير بن سلمان وبلاده تقود تحالفا وحربا في اليمن ،من وضع استراتيجية جديدة لإنهاء الحرب ، لايمكن الاستمرار بنفس الاستراتيجية السابقة وبنفس الادوات ، انت في حرب إمّا ان تنتصر وإمّا ان تُهزم.
اما اسطوانة الغرب المشروخة بأنه لاحل عسكري ،فهي خديعة الدول الكبرى لتحقيق مصالحها،وإلا فالحرب العالميتين لم تُحسما بالحل السياسي بل فرض النصر العسكري وقف الحربين. 
والمتردد في حسم الحروب ،كمن يحفر قبره. 
والله من وراء القصد.