الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبيه الكريم وعلى آله وصحبه وسلم تسليما أما بعد :
أ-شروط الصوم :
يشترط في وجوب الصوم على المسلم أن يكون عاقلاً بالغاً،لقول النبي صلى الله عليه وسلم : « رُفِعَ القلم عن ثلاثة : عن المجنون حتى يفيق ،وعن النائم حتى يستيقظ ، وعن الصبي حتى يَحْتَلِمَ» (1) وإن كانت مسلمة ً يشترط في صحة صومها أن تكون طاهرة ًمن دم الحيضِ والنِّفاس ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : في بيان نقصان دين المرأة: « أَلَيْسَتْ إذا حاضتْ لم تُصَلِّ ولم تصم ْ»
(2).
ب. المسافر :
إذا سافر المسلم مسافة قَصْرٍ، وهي ثمانيةٌ وأربعون ميلاً ، رَخَّصَ لهُ الشَّارِعُ في الفطر على أن يقضي ما أفطر عند حضوره ، لقول الله تعالى : ﴿ وَمن َكَانَ مَرِيضاً أَوْعَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ﴾(البقرة: ١٨٥).
ثم هو إن كان الصوم في السفر لا يشُقُّ عليه فصام لكان أحسن ، وإن كان يشُقُّ عليه فأفطر كان أحسن . لقول أبي سعيد الخدري رضي الله عنه : « كُنَّا نغْزُو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان فمنَّا الصائم ومنَّا المفطر ، فلا يَجِدُ الصائم على المفطر ولا المفطر على الصائم ، ثم يرون أن من وجد قوَّةً فصام فإنَّ ذلك حسنٌ ، ويرون أن من وجد ضعفاً ، فأفطر ، فإن ذلك حسنٌ » (3).
ج. المريض :
إذا مرض المسلم في رمضان نظر ، فإن كان يقدر على الصوم بلا مشقَّة شديدة صام ، وإن لم يقدر أفطر ، ثم إن كان يرجو البُرء من مرضه فإنه ينتظر حتى البُرْء ثم يقضي ما أفطر فيه وإن كان لايرجى بُرْؤُهُ أفطر وتصدَّق عن كل يوم يفطر بِمُدًّ من طعام ، أي حفنة قمح ، لقول الله تعالى :﴿ وَعَلَى الَّذيِنَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ﴾(البقرة: ١٨٤).
د. الشيخ الكبير :
إذا بلغ المسلم أو المسلمة سِنّا من الشيخوخة لا يقوى معه على الصوم أفطر وتصدَّق على كل يوم يفطرهُ بِمُدًّ من طعام ، لقول ابن عباس رضي الله عنه : « رُخِّصَ للشيخ الكبير أن يطعم عن كل يوم مسكيناً ولا قضاء عليه » (4).
هـ. الحامل والمرضع :
إذا كانت المسلمة حاملا فخافت على نفسها ، أو على مافي بطنها أفطرت ، وعند زوال العُذْرِ قضتْ ما أفطرته ، وإن كانت موسرةً تصدقت مع كل يوم تصومه بِمُدًّ من قمح فيكون أكمل لها وأعظم أجراً . وهكذا الحكم بالنسبة إلى المرضعة إذا خافت على نفسها ، أو على ولدها ولم تجد من ترضعهُ لها ، أو لم يقبل غيرها . وهذا الحكم مستنبط من قول الله تعالى : ﴿ وَعَلَى الَّذيِنَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ﴾ (البقرة: ١٨٤).فإن معنى يطيقونه : يطيقونه بمشقة شديدة ، فإن هم أفطروا قضوا أو أطعموا مسكيناً .
(تنبيهات)
1- من فرَّط في قضاء رمضان بدون عُذْرٍ حتى دخل عليه رمضان آخرُفإن عليه أن يطعم مكان كل يوم يقضيه مسكيناً .
2- من مات من المسلمين وعليه صيام قضاه عنه وليُّهُ لقول النبي صلى الله وسلم : « من مات وعليه صيام صام عنه وليُّهُ »(5) . وقوله لمن سأله ُ قائلاً : إنَّ أُمِّي ماتت وعليها صوم شهر أَفَأَقْضِيهِ عنها ؟.
قال : صلى الله عليه وسلم « نعم فَدَيْنُ الله أحقُّ أَن ْ يِقْضى »(6).
والله أعلم . والحمد لله رب العالمين.
______________
مصادر ومراجع :
القرآن الكريم .
منهاج المسلم .
(1)- رواه ابوداود في الحدود (١٦).
ورواه الترمذي (١٤٢٣).ورواه ابن ماجه(٢٠٤١).
(2)- رواه البخاري (٦)كتاب الحيض .
(3)- رواه مسلم في صحيحه وفي بعض الألفاظ فلا يعيب .ومعنى يَجِدُ أي يغضب ؛ إذا الوجد الغضب .
(4) رواه الدار قطني وصححه .
(5) رواه البخاري (١٦/٣ ). ورواه مسلم في الصيام (١٥٣).ورواه ابوداود في الصيام (٤١).،ورواه النسائي (١٥٧،١٥٦/٤).
(6)رواه البخاري .