آخر تحديث :الثلاثاء-14 مايو 2024-02:29م

جدار مستشفى الجمهورية وجدار مرضانا في القاهرة

الأربعاء - 09 ديسمبر 2020 - الساعة 02:31 م

نجيب محمد يابلي
بقلم: نجيب محمد يابلي
- ارشيف الكاتب


إن القارئ للأحداث والأوضاع على المستوى القطري والقومي والإسلامي يصاب بالإحباط و عزاؤه في زادة من الإيمان بالله عز وجل فهناك حلقة مفقودة عند المواطن على المستويات الثلاث التي ذكرناها (القطري والقومي والإسلامي) لأن رأس الحكمة مخافة الله القائل إن أكرمكم عند الله اتقاكم وقال ان تجد ذلك الملتحي والأمرد أو المستخدم لموسى الحلاقة.

عجبت من امر مرضى وممرضين وممرضات بل واقارب المرضى المرابطين مع مرضاهم انهم غاضبون من أمر البوابة التي كانت قائمة في مستشفى ويصلون منها الى مرافق مرتبطة بأعمالهم او نجد مات تهمهم وكانوا يصلون إليها بمنتهى اليسر وفوجئ الجميع بإزالة تلك البوابة وحل محلها جدار السمنتين عزلهم تماما عن مقاصدهم والكل يحدثني بغضب وتدمر انهم اصبحوا يلفون ويدورون ويقطعون مسافات للوصول الى مقاصدهم وقد استنزفوا طاقتهم ووقتهم وإذا كان هذا الجوار قد اصبح نقطة تدمر في حياة المواطن، سواء كان مريضاً او ممرض او مرافقاً او زائراً فان الحكمة تقتضي ازالة الجدار وعودة البوابة ولعلها ان شاء الله طريق القائمين على مستشفى الجمهورية الى الفردوس الاعلى لان من كان في صالح العباد سيجد نفسه قريب من خالقه ورازقه فلا تأخذكم العزة بالإثم يا من ازلتم البوابة، أو بوابة اليسر ليحل محلها جدار العسر.

وماذا عن جدار مرضانا في القاهرة؟

حدثني بعض الأصدقاء او من تربطني بهم علاقة معرفة او ممن خدمتهم والذين عادوا من رحلتهم العلاجية من قاهرة المعز بأنهم عانوا الامرين من جماعات تسمي نفسها جماعة الخير أو جماعة البر والاحسان وسألتهم : كيف تعانون من جماعات الخير أو جماعة البر والاحسان؟ حقيقة هم اهضم مثل هذا الطرح غير المنطقي.

جاء الرد والتوضيح صاعقاً أو صاعقين لانهم بالفعل (اي تلك الجماعات او ممن تفاوضهم تلك الجماعات) لأن مقاصدهم خيرية وبحوزتهم المال الوفير والغزير فترى المرضى من مناطق معينة يرابطون أمام أماكن إقامة اهل الخير وهم من نفس مناطق أو نتن المرضى ويتردد المرضى على أماكن إقامة اهل البر والاحسان ويرون مرضى من المنطقة الفلانية وهي نفس المنطقة اهل البر والاحسان ولا يكون البرابرة ولا الاحسان احسان إلا إذا أنفقوا على مرضى منطقتهم.

لاشك ان اهل البر والاحسان على يقين أن ما انفقته على مرضى مناطقهم فيه اشارة قاطعة الى العصبية التي قاد فيها نبينا محمد، صلوات ربي وسلامه عليه:

"ليس منا من دعا إلى عصبية

أو قاتل من اجلها او قتل"

ومع ذلك يتجرد من إسلامه بالتثبت بالعصبية ويغلب طريق النار على طريق الجنة ونصيحتي:

يا ولاة الامر في مستشفى الجمهورية اهدموا الجدار واعيدوا البوابة الى سابق عهدها.

يا اهل البر والاحسان أنفقوا مالكم على المسلمين من المرضى سواء من حبيش او عدن او بنجلادش.