آخر تحديث :الأحد-15 سبتمبر 2024-01:32ص


ذاب الثلج وبان المرج

الجمعة - 26 أبريل 2019 - الساعة 09:45 م

احمد بن شوبه
بقلم: احمد بن شوبه
- ارشيف الكاتب


يقول المثل الشامي:( ذاب الثلج وبان المرج) ومعناه انه مهما حاول البعض تزييف الأمور فإنه في النهاية ستظهر الحقيقة التي غطّاه الزيف وتذوب كما يذوب الثلج عند حلول الربيع ليظهر ما تحته من مروج واسعة.

هذا المثل الذي كثيراً ما سمعته من الإعلامي البارز فيصل القاسم في برنامجه الشهير : ( الاتجاه المعاكس) ينطبق تماماً على واقعنا اليمني المتأزّم .

كلما طالت الأزمة اليمنية وتعقدت الحسابات تنكشف الكثير من الأقنعة التي كانت تُخفي الولاء والوطنية لتكشف عن وجوه قبيحة يملؤها الحقد والضغينة والمطامع الضيقة والمصالح الشخصية والحزبية

فاليوم بات اللعب على المكشوف كما يقال وتمايزت المشاريع الصغيرة عن المشروع الوطني الكبير في شكل تحالفات وخيانات ومؤامرات رخيصة تقدم الولاء الحزبي على الولاء والمصلحة العليا للوطن .

وهنا تكمن معضلة الأوطان في التقدم والاستقرار وهنا تُنحر امانيها بالرقي والتطور على كافة الأصعدة .

وهي بالأساس معضلة العالم العربي الذي مازال يرزح تحت هذه المشاريع الضيقة بعيداً عن المشروع الوطني الكبير للأمة .

اننا بحاجة ماسة الى ترتيب صفوفنا ونخل النخب العربية بكافة اتجاهاتها وإعادة مرحلة البناء الوطني على اسس قوية ومتينة من الانتماء ونكران الذات على المستوى الشخصي والحزبي لتكون كلمة الوطن عالية ومتسامية فوق اي مشاريع أخرى .

حينها يمكن لعالمنا العربي ان يتنفس الصعداء وان يعرف طريقه نحو المستقبل الزاهر  الذي ينشده وتنشده معه القيم والمبادئ الثابتة.

لكن الواقع العربي عموماً  بكل جوانبه السياسية والاقتصادية يجعل من تطلعات كهذه ضربٌ من الأحلام الوردية والتخيلات الواهمة لكن على الاقل مسموح الحلم بها.

أزمات وكوارث تشهدها المنطقة ليس اليمن مستثنى ان لم يكن في عمقها.

احدثتها وغذتها المصالح الجيوسياسية لقوى الظلام وكشفت عورات الشعارات الزائفة الجوفاء التي تغطت بالوطنية والانتماء كما اسلفت سابقاً .

وهذا الصنف الزائف ستلعنه القيم التي تلبس بها قبل ان تلعنه الجماهير التي أصبحت على وعي بما يدور ويُدار.

من السهل التغني بالمبادئ والمُثل ولكن من الصعب جداً الثبات عليها عند أول منعطف من منعطفات المراحل الصعبة .

فمن النُبل والرقي ان تظل وفياً لمبادئك عاظاً عليها بنواجذ الصبر والثبات لاتريعك المتغيرات حولك ولا يؤثر فيك تكشّف الأقنعة وتحول الوجوه والوجهات صامداً صابراً ثابتاً ثبوت الجبال .

سائراً على خُطى الصدق في احلك المراحل .

 ولابد بعد ذلك من الوصول الى المبتغى ورفع راية الأمة بيد قوية لاتخشى ان يمد إليها الباطل شراً لأنها قد تسامت وارتفعت عنه عالياً .