آخر تحديث :الأحد-15 سبتمبر 2024-01:32ص


قمة الظهران تحديات وتطلعات

الأحد - 15 أبريل 2018 - الساعة 04:16 م

الدكتور محمد عسكر
بقلم: الدكتور محمد عسكر
- ارشيف الكاتب


القمة العربية التاسعة والعشرين المزمعة في الظهران، اليوم الاحد، تنعقد في ظروف بالغة الحساسية والتعقيد، اذ يتوقع أن يقف القادة العرب أمام تحديات كبيرة تواجه المنطقة العربية، وفي مقدمة هذه القضايا، بلا شك، القضية الفلسطينية، عقب تصديق الرئيس الامريكي دونالد ترامب، على قرار اتخذه الكونجرس الامريكي بشأن نقل السفارة الامريكية الى مدينة القدس، ما يعني اعترافا من الادارة الامريكية بالقدس كعاصمة لاسرائيل، وما احدثه هذا القرار من تبعات كارثية وقانونية وشعبية، شملت دول العالم، فضلا عن تجميد الدعم المالي الامريكي، للسلطة الفلسطينية وكذا مساهمة الولايات المتحدة في موازنة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أنروا "، وتاثير هذا الوقف على نشاط المنظمة الانساني حيال ملايين اللاجئين والنازحين الفلسطينيين.

 

واذا ما تطرقنا هنا، للاولويات العربية، في الظروف الراهنة، فان المواطن العربي، يتطلع لأن تقف القمة امام جملة من القضايا العربية المهمة والطارئة، بينها تدخلات دول اقليمية في الشأن الداخلي الوطني، فسواء كانت هذه التدخلات في اليمن او العراق او سوريا او البحرين او ليبيا، فانه يستلزمها قرارات عربية استثنائية، فيكفي القول في هذا الصدد، ان التدخل الايراني تجاوز مداه في اليمن، من دعم الميليشيات الحوثية الانقلابية الى دعم هذه الميليشيات بالصواريخ الباليستية الموجهة الى المملكة العربية، السعودية، ولا لشيء غير انها رفضت وقاومت الانقلاب المسلح على السلطة، الشرعية، ممثلة بالرئيس الشرعي، فخامة عبد ربه منصور هادي، بما يعنيه من مشروعية ورمزية وتوافق وأمل وحلم في بناء الدولة اليمنية الاتحادية.

 

طبعا، قمة الظهران، ستشهد مشاركة واسعة، من قبل القادة والملوك والامراء العرب، وبالنظر الى المكان والزمان، وكذا إلى التحضيرات القائمة وحجم التحديات والاولويات الراهنة، فانني شخصيا، اتطلع لرؤية نقاشات وقرارات توازي تلكم التحديات والاولويات، سواء تجاه قضية العرب الاولى "فلسطين " او من جهة الازمات الناشئة خلال السنوات المنصرمة، بينها التدخلات الايرانية السافرة في بلادي اليمن والسعودية والبحرين وسواها من التهديدات للامن والاستقرار الوطني والقومي.

 

نعم، أأمل من قمة الدمام، أن تتخذ حزمة من القرارات المهمة والمؤثرة، والتي سيكون لها بالغ الاثر على القضية الفلسطينية، خاصة بعيد التحركات العربية الاخيرة، وفي مسارات سياسية ودبلوماسية واقتصادية، أتمنى ان تحقق أكلها وتعطي دفعة قوية داعمة للسلطة وللشعب العربي الفلسطيني، اللذين يعانيان ضغوطات سياسية واقتصادية نتيجة للموقف الا مريكي المنحاز للجانب الاسرائيلي.

 

صحيح أن القمم العربية، معتاد لها مناقشة القضايا الموضوعة في جدول اعمال وزراء الخارجية، ولكن ذلك لا يعني انه لا مكان لطرح مسائل جديدة وطارئة ، خاصة مع تطورات الاحداث وبشكل غير معتاد او مألوف، ما يستدعي من القمة التصدي لها، ومن بين هذه القضايا، مسألة محاربة الارهاب وتدخلات دول الجوار العربي بالشأن الداخلي العربي، وغيرها من التحديات السياسية الراهنة.