آخر تحديث :الأحد-15 سبتمبر 2024-01:32ص


اصبحت بدون (1)

الخميس - 02 يونيو 2016 - الساعة 10:27 ص

د.فائزة عبدالرقيب سلام
بقلم: د.فائزة عبدالرقيب سلام
- ارشيف الكاتب


لقد وقفت عدن عن بكرة ابيها مقاومة للتتار القادمون من جبال مران تساندهم قوات الحرس الجمهوري المدربة والمؤهلة تأهيلا عسكريا عاليا والممرغة بخيرات سيدها الذي حولها الى تابع فاقد الضمير خائن لشرفه وشعبه و وطنه وهو من اقسم في الدفاع عنهم..

لم اكن اطمع من موقفي في الدفاع عن مدينتي عدن سوى مشاركة ابنائنا ورجالنا في دحر العدوان الحوتعفاشي والحفاظ على الارض والعرض .. لم اكن الاولى و لم اكن الاخيرة التي اتخذت هذا القرار ..

عندما استدعيت للمشاركة في مؤتمر الرياض لم اتردد ولو لثانية لأني كنت اعلم مدى اهمية مشاركتي ومن سوف يحضر في صناعة الفرار السياسي الوطني للتأكيد على الشرعية الدستورية ويقف معها ويدين الانقلاب و العدوان  وينتصر لقضية شعبنا والقضية الجنوبية خاصة..

لم اتوانى لحظة واحدة وشرعت بمغادرة عدن وهي تنزف دما ودموعا وصيف قائض يسلق ابنائها و قطعت مسافات طويلة مخترقة نقاط التفتيش الحوتعفاشية ولم يغمض لي جفنا لمدة 36 ساعة ولم استكن الا وانا في قاعة المؤتمر..

نجح المؤتمر في الانتصار للإنسان والوطن وللشرعية الدستورية يدعمها في ذلك القرارات الاممية ذات الصلة وفي مقدمتها القرار 2216 وفي نفس الوقت ايدت مخرجاته الدول الشقيقة والصديقة والعظمى..

وبرغم مشاركة القوى التقليدية التي كانت مهيمنة على الموقف السياسي من قبل الانقلاب الا ان وقائع المؤتمر ونتائجه سارت كما كان يأملها الجميع الذين جمعتهم المصلحة المشتركة في الوطن واستعادة الدولة المختطفة..  

تميز المؤتمر بالزخم الثوري والسياسي خاصة وان قوى الانقلاب وضعت القوى التقليدية جميعها في كفة واحدة الا انه وللأسف تلك القوى التقليدية لم ترى في الاعضاء الذين حضروا المؤتمر وساندوه وانتصروا له سوى مواطنين من الدرجة الثانية انتهت صلاحيتهم بانتهاء مشاركتهم في المؤتمر و بدأ العد التنازلي للأعضاء الغير مدعومين بالموالاة وذوي القربى والمؤلفة قلوبهم في الوقت الذي ظهر جليا الفرز الحقيقي بين النخبة - بحسب تقديرهم - ومنحهم الامتيازات وبمقابل ذلك اثقل كاهل الاعضاء بهموم كثيرة بدءا من السؤال هل نحن ضيوف ام لاجئين ام بدون في ظل غياب الدور والواجب المسئول للحكومة والقيادة اليمنية خاصة وانه ليس بمقدورهم العودة الى اليمن بسبب الانفلات الامني في المدن المحررة من جانب والة الحرب والحصار التي تقتل ابنائنا واهلنا في المناطق الاخرى من جانب اخر وهو ما سوف اتناوله بالتفصيل في المقالة القادمة اصبحت بدون (  ( 2..