آخر تحديث :الأحد-15 سبتمبر 2024-01:32ص


مشاورات الكويت سلام ام عبث بالسلام

السبت - 21 مايو 2016 - الساعة 04:30 م

د.فائزة عبدالرقيب سلام
بقلم: د.فائزة عبدالرقيب سلام
- ارشيف الكاتب


مشكورة دولة الكويت الشقيق اميرا وشعبا لاستضافتهم مشاورات " السلام اليمنية " التي لا اعتقد بالمطلق سوى انها مشاورات استنزاف للوقت والجهد .. مشاورات عبثية منذ انطلاقتها في جنيف 1 حيث مازالت تراوح في مكانها و لم تتقدم قيد انملة رغم سماعنا من التصريحات المتفائلة المتكررة من المبعوث الاممي اسماعيل ولد الشيخ الكثير وبأن الطرفين ملتزمين بالمرجعيات المتفق عليها وفي مقدمتها  قرار مجلس الأمن رقم 2216 والمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية إلى جانب مخرجات الحوار الوطني الشامل.

 

وهو ذات الامر لمسناه في تفاؤل المحيط الاقليمي والدولي الذي مازال يمارس ضغوطا على الحكومة الشرعية املا في الخروج  من هذه المشاورات بتوافقات يقبلها الطرفين وكأن الحكومة الشرعية مدانة عندما تصدت للانقلاب ورفضها ان تكون اليمن بوابة فارسية ومتآمرة على شعبها بحرمانهم من حكم مليشاوي ديني عقائدي وطائفي متحالف مع عسكر باعوا شرفهم العسكري للشيطان.

 

وبالتالي على الحكومة الشرعية التنازل لأنها مدانة بسبب الانتصار لشعبها ولمبادئها وحرصها على امن واستقرار الوطن والاقليم ولأنها افشلت المخطط الفارسي في ممارسة عبثه وتمدده في الوطن العربي ومن اجل انقاذ الامم المتحدة  والحفاظ على ماء وجهها وتمكينها في تنفيذ قراراتها الاممية وتحقيق السلم في ولو على حساب حكومة شرعية وشعب سفك دمه بدون سبب ومدن دمرت لأنها رفضت اعتدائهم الغاشم.

 

من الواضح ان حكومة الشرعية قد ارتكبت خطاء فادحا بقبولها مبدأ المشاورات وتعاملها بمصداقية مع المبعوث الاممي وما يؤكده عن موافقة الطرفين في الحوار على اساس المرجعيات الانفة الذكر التي لم يقبل بها الانقلابيون حتى اللحظة بل وتم رفضها علنا وعلى شاشات التلفزة لذلك فان الموقف الذي يتخذه طرف الحكومة الشرعية المفاوض في الكويت وقرار انسحابه فيما لم يقدم الانقلابيون التزاما كتابيا بموافقتهم على المرجعيات واسس الحوار .

 

وهو ما ينسجم تماما مع تطلعات المواطن اليمني وكل اسرة فقدت شهيدا مقاوما او قتيلا او جريحا اصبح معاقا او مازال يئن من الالم وكل اسرة اصبحت نازحة في الداخل او الخارج وكل اسرة فقدت دارها بها بل انه موقف لجأ اليه مفاوضو الحكومة الشرعية مضطرون ازاء التعنث والحنث الذي يمارسه الانقلابيون و رفضا للابتزاز السياسي من اي طرف كان وتحت اي مسمى لا يليق بالفرد او المؤسسة التي يمثلها وجميعهم يستغلون صبر مفاوض الحكومة الشرعية مع علمهم جميعا انهم يضيعون الوقت في مشاورات عبثية تستنزف الشرعية والتحالف العربي معا ..

 

أأمل ان نسمع في الايام القادمة تفهما لموقف مفاوضي الحكومة الشرعية وتجاوبا ايجابيا معهم مع قناعتي بان هذه المليشيات ليس فيهم من رجال الدولة شئ وليس لديهم مشروع دولة و لا يجيدون  الا لغة الحرب والبطش والنهب والدمار..

 

انهم مليشيات عبثية تستثمر الوقت وتريد فرض المشاركة في الحكومة المقبلة وتبحث عن شرعية تنقذهم من القرارات والملاحقات الدولية ولكن هيهات لهم ذلك .. هؤلاء تنفع معهم مقولة " لا يفل الحديد الا الحديد "