آخر تحديث :الجمعة-26 أبريل 2024-09:04ص

أدب وثقافة


حكاية المحمدي ونادي القصة في صنعاء

الخميس - 23 سبتمبر 2021 - 08:48 ص بتوقيت عدن

حكاية المحمدي ونادي القصة في صنعاء

محفوظ الشامي

واحد من المواقف التي جعلتني أتيقن بأن اليمن لم تعد بخير حقيقة لا مجازًا هو أن يتم الإعلان عن استضافة مدير عام الفنون الشعبية الأستاذ علي المحمدي وزميلته الأستاذة ياسمين الشلال اللذان ألفا كتاب "الرقصات الشعبية اليمنية" إلى نادي القصة إل مقه بصنعاء لإقامة فعالية يتعرف من خلالها الحضور على موروثنا الشعبي في الرقص في وقت غاب به رؤوساء وأعضاء نادي القصة جميعًا باستثناء محمد الأشول ونجيب التركي وأحمد العريقي في موقف يفضح انهزام المثقف اليمني أمام الفن والرقص على وجه التحديد.

هذه اللقطة للكراسي في منتصف الفعالية حين كان المحمدي يلقي محاضرته الرائعة ويعلق من حين لآخر "مدري ليش أصحاب القصص يكرهوا الرقص" ويضيف ساخرًا ومتذمرًا "يا جماعة ماعد فيش داعي نواصل ومافيش حضور". ورغم هذا استمر بحديثه واستمرت الفرقة بعرض أنواع رقصات بلادنا الحبيبة.

الأخوة أعضاء نادي القصة إل مقه بصنعاء عرفتكم منذ أكثر من أربع سنوات وأنتم تتجمعون في النادي كل أربعاء لتجاملون بعضكم وأنتم أنتم لا كثرتم ولا نقصتم ولا يعرفكم أحد عدا أنكم اليوم نقصتم إنسانيًا. لقد ألفتم بعضكم جيدًا حد أنكم تنكرون الجميع. الأستاذ الغربي عمران وبقية أعضاء النادي، غيابكم جميعًا في يوم فعالية المحمدي والرقص الشعبي غير مبرر ويفصح عن عدم احترام للرجل وما يحمل في جعبته من فن جميل وطقس يحبه الإنسان في كل أرجاء المعمورة.

هل تنظرون إلى الرقص والراقصين نظرة ازدراء وأنتم قادة المجتمع وأبطال التنوير، إذن كيف بعامة الناس، هل يمكن أن نلومهم إن شيطنوا الرقص واحتقروا من يدعو إليه وقد فعلتم أنتم هذا اليوم يا كبار السحرة. ليتكم رأيتم خيبة الأمل في وجه المحمدي وقد وجد نفسه يخاطب كراسيًا فارغة. لا أريد الحديث عن اللياقة واحترام الناس بقدر ما أشير إلى أن غيابكم خارج السياق الإنساني. لو أن المحمدي ذهب إلى شارع بفرقته تلك الجميلة ورقصوا لتجمهر حولهم الآلاف مصفقين وفرحين لكنه اختاركم كنخبة ولقد خذلتموه أيما خذلان. من يدري ربما دعوتكم له لإقامة فعالية للفراغ ستكون أسوأ ذكرى يستحضرها في قادم أيامه.

لقد حضر المحمدي بمعية زميلته في الفنون الأستاذة ياسمين وقرابة عشرة راقصين بأربعة أزياء، الصنعاني، التهامي، الحضرمي، اللحجي، وقدموا لوحات راقصة غاية في الجمال حيث تكلفوا كثيرًا من العناء لإمتاعكم لكنكم كنتم كالموت في حضرة الغياب والعدم. "هذا الزمن لم ينصفنا، لكننا نثق في التأريخ و الذاكرة، لقد اجتهدنا وستتذكرنا أجيال قادمة إن همشنا الحاضر. هكذا علقت الأستاذة ياسمين في نهاية الفعالية المميزة محاضرة ورقصًا. قالت ما سبق بحس كله أمل رغم خذلان اللحظة.

الأخوة أعضاء نادي القصة إل مقه بصنعاء، إنكم مدانون بتقديم اعتذار للأستاذين ياسمين والمحمدي. هذا إن كنتم إنسانيين و صادقين والله المستعان والموفق.