تهامة اليمن.. وما تيسر من تاريخ ارض وقضية شعب (تقرير)

 تهامة بكسر التاء, وسميت تهامة لشدة حرها وركود ريحها وهو من التهم وهو شدة الحر وركود الريح يقال تَهِمَ الحرُ إذا اشتد ويقال سميت بذلك لتغير هوائها..وأشهر قبائل تهامة " قبيلة الزرانيق " وعندما تتحدث عن الحديدة فانك تتحدث عن تهامة اليمن , والحديدة هي تهامة اليمن ..وفي هذا التقرير سنسلط الضوء بشيئ من الاختصار حول تهامة اليمن أرضا وانسانا وقضية..

    
تهامة اليمن الأرض والتاريخ

يؤكد دارسون في التاريخ والآثار أن كلمة تهامة لها علاقة بكلمة "Tiamtu"، التي تعني البحر في البابلية . وبكلمة "تبهومTehom" العبرانية .وان هذه الكلمة ترجع إلى أصل سامي قديم .وهذا يؤكد ظهور تهامة منذ فترة ماقبل التاريخ ,. وفي كتابه (تهامة في التاريخ) يقول المؤرخ التهامي / الفقيد عبدالرحمن الحضرمي :ان تهامة اليمن  تمتد من شرجة جيزان الى باب المندب ويسكن هذا الشريط الساحلي والصحراوي عرب خلص تمتاز حياتهم بدماثة الأخلاق والجلَد والصبر وتحمل العواصف..ويقول القاضي اسحاق صلاح " رحمه الله " : " وكان التحدي بان أثبتت جماهير  تهامة ثوريتها   إيمانها  الجمهوري المطلق  بمزيد من الانخراط في المقاومة الشعبية درع الثورة والجمهورية الذي تحطمت تحت اقدامه مؤامرة اسقاط الجمهورية  وإنهائها حيث كانت حملة المتطوعين من الحديدة لفك طريق الحديدة صنعاء وتطهيره من الملكين والمرتزقة والوصول الى صنعاء وإيصال الدعم اللوجستي والتموين والعتاد  العسكري إلى الوحدات العسكرية الوطنية  والمقاومة الشعبية وكانت الملحمة التاريخية  بإسقاط حصار صنعاء  وإنهاء الإمامة إلى الأبد "..
ويقول الدكتور عبد الودود مقشر :' سجل التاريخ العربي بطولة قبائل تهامة اليمانية وعلى رأسها قبائل القحرى بكل فخر واعتزاز وقهرهم الاستكبار البريطاني والذي انسحب ذليلاَ مهانا من الحديدة وتم جلاء اخر بريطاني منها في 21 يناير 1921م".. زفي معجم قبائل العرب القديمة والحديثة,يقول الدكتور عمر رضا : "الزرانيق من أشهر قبائل تهامة اليمن. تقيم ما بين الحديدة، وزبيد، وأهم المدن التي تقيم فيها بيت الفقيه.. وتعد هذه القبيلة من أشد القبائل بأسا ومراسا، فلم تستطع الدولة العثمانية كل مدة إقامتها باليمن اخضاعها "..ومن أبرز قادة تهامة التاريخيين المناضل الشيخ الشهيد / احمد فتيني جنيد , قائد ثورة  الزرانيق ضدالاحتلال العثماني, وقائد  المقاومة التهامية ضد القوات الإمامية..

              تهامة والقضية التهامية
 

يقول الفقيد محمد الجبلي  : " ان تدويل ملف القضية التهامية اليمن في ضؤ الحلول الجذرية التي تجسدها الثقافة التاريخية لشعب تهامة اليمن التي تعد وحدة ثقافية وفكرية وحضارية تمثل شعب تهامة..وان تجسد الحلول الجذرية للقضية التهامية من منطلق رؤية ابداعية ابتكارية علمية في ضؤ ثورة فكرية معرفية حضارية تهامية لتحقيق سياسة عالمية "... فعبر التاريخ وحتى يومنا هذا وتهامة الحديدة وشعبها  يواجهون محاولات الاقصاء والتهميش واغتصاب الارض والاستيلاء على ثرواتها وطمس الهوية التهامية تاريخا وفكرا وموروثا وثقافة وابداعا.. وابعادهم عن موقع القرار وحرمانهم من كافة الاستحقاقات السياسية والحياتية الاخرى ,,وليس ذلك وحسب بل إنها لم تسلم حتى من اهمال الدراسات والابحاث والتنقيبات والمسوحات الاثرية ,,التي لم تعط تهامة حقهامن الاهتمام البحثي بما يتفق وحضورها التاريخي والحضاري والإنساني والجغرافي..

          تهامة والنظام الجمهوري

" تهامة ارض زاخرة بالخير والثروات دفع بالطامعين لغزوها والحكام والنافذين والمتسلطين لنهبها والعبث بها وحرمان أهلها منها , ومنذ حلت الجمهورية بدلا عن الملكية وتهامة مازالت حتى اليوم تواجه ماواجهته مع الغزاة القدامى..بل  تصاعدت وتيرة العصابات التابعة لمتنفذي النظام الجمهوري  وتحالفاته القبلية العسكرية الرأسمالية الطفيلية لمصادرة الأرض وبحماية الأجهزة الأمنية والعسكرية لإرتكاب  جرائم الإخلاء القسري والإجتياح للأراضي التهامية ,التي تكشف عن أعمال التمييز العنصري الممنهج ضد أبناء تهامة لاسيما وجرائم مصادرة الأراضي  وانتهاكات هدم المنازل وتشريد التهاميين قسريا من منازلهم تعد من جرائم الحرب ضد الإنسانية .. ولم تقف الاعتداءات عند ذلك الحد بل امتدت إلى شن الحروب على تهامة واحتلالها بقوة السلاح بغزاة من عينة واحدة سابقون وجدد , وهاهو تاريخهم البربري وعقلياتهم التسلطية ومذهبهم الزائف يدفعهم في 13 اكتوبر2014م. لاحتلال تهامة الحديدة في إطار انقلابهم الاستردادي للسلطة تحت مظلة الحق الإلهي..وهاهي شرعية عبدربه منصور هادي وحكومته  تتعامل مع أبناء تهامة الداعمين لها والرافضين للانقلاب الحوثي والمتواجدين في مناطق سلطتها على أنهم مجرد نازحين وليسوا يمنيين على أرضهم اليمنية وبين اهلهم اليمنيين .وهاهي تحرمهم من كافة حقوقهم المشروعة من رعاية ووظائف ورواتب وعلاوات وغلاء معيشة وتستبعدهم من مركز القرار وتعتبرهم عبيدا لوصفها لهم بغير المحررين..

مقاومون يقاومون المقاومين

احرار تهامة ومن خلال المقاومة التهامية خرجوا مواجهين ومقاومين لتحرير الحديدة ( تهامة اليمن) من المحتليين الحوثيين,  وقد حرروا عديد من المديريات بدعم التحالف العربي ممثلا بالمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ودول عربية أخرى , والمقاومة الجنوبية والوطنية , غير انهم واجهوا ضغوطا دولية باتفاق ستوكهولم المشؤوم الذي اوقف مواصلة التحرير مع تهديدهم بالقصف إذا ما حاولوا مواصلة التحرير . وبتجميد التحرير وتوقف استكمال عمليات التحرير , أخذ بعض المقاومين التهاميين استراحة محارب في انتظار موعد الحسم في حين ذهب البعض الآخر بعيدين عن الاستراحة النضالية مستغلين انتمائهم للمقاومة التهامية وتحولوا من مقاومين إلى هوامير للفساد والنهب والسطو والمقايضة بالقضية من أجل الاثراء الفاحش... فدبت بينهم الخلافات والتباينات الأمر الذي خلف في صفوفهم الانقسامات وتعددت الولاءات .. ورغم أن فرصا عديدة قد اتيحت لهم لمواصلة واستكمال عمليات التحرير , غير انهم لم يستغلوا تلك الفرص , لأنهم لم يحسموا خلافاتهم بتوحيد صفهم وكلمتهم وقرارهم ..وماتزال خلافاتهم وانقساماتهم وولاءاتهم قائمة مفتقدون للقرار .. ولاتحرير لأرض وشعب إلا بقرار ، ولا مقاومة وفيها مقاومون يقاومون المقاومين, ولا ايمان بقضية الا بالولاء لدماء الجرحى وارواح الشهداء..